الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } * { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } * { قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ }

{ أتتركون في ما ها هنا آمنين } يعني أتظنون أنكم تتركون في أمنة من الموت والعذاب وزوال النعمة { في جنات وعيون } { وزروع ونخلٍ طلعها هضيم } ، والهضم: اللطيف الظاهر، وقيل: رطب لين، وقيل: ترى كم يركب بعضه بعضاً حتى هضم بعضه بعضاً أي كسره { وتنحتون من الجبال بيوتاً } ، قيل: نحتوا من الجبال صخراً وبيوتاً بنوا بها قريباً، وقيل: نحتوا من الجبال الدور والبيوت { فارهين } قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بغير ألف ومعناه اشرين بطرين، وقيل: معجبين، وقرأ حمزة وعاصم فارهين بالألف، والفاره: الحاذق، وقيل: هما بمعنى يقال فاره وفره { فاتقوا الله } ولا تعصوه { وأطيعون } فيما أبلغكم من ربكم { ولا تطيعوا أمر المسرفين } { الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون } { قالوا إنما أنت من المسحّرين } المسحورين المخدوعين { ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية } بحجة { إن كنت من الصادقين } فيما تدعي { قال } صالح { هذه } وقد كانوا سألوه أن يخرج لهم من الجبل ناقة عشراء، فأخرجها الله تعالى حامل كما سألوا، ووضعت فصيلاً في الحال، وكان عظيم الخلق { لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } لها نصيبٌ ولكم نصيبٌ، قيل: قسَّم الماء كان لها يوماً ولهم يومٌ وكانت لا تقرب الماء يومهم { ولا تمسوها بسوء } ، قيل: لا تعقر ولا تمنع من الماء والمرعى { فيأخذكم عذاب يوم عظيم } { فعقروها فأصبحوا نادمين } { فأخذهم العذاب } على عقرها، لما رأوا العذاب ندموا ولم يتوبوا، وطلبوا صالحاً ليقتلوه، فنجاه الله ومن معه من المؤمنين، ثم أخذتهم صيحة فأهلكتهم، وقيل: تابوا حين رأوا العذاب فلم ينفعهم { إن في ذلك لآية } في التوحيد ومعجزة لذلك النبي، وعبرة لمن تفكر { وما كان أكثرهم مؤمنين } { وإن ربك لهو العزيز } القادر { الرحيم } وروي أن العاقر ألجأها إلى مضيق في شعب فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت ثم ضربها قذاراً، وروي أيضاً أن عاقرها قال: لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون أترضي؟ فتقول: نعم، وقد تقدم الكلام، ثم بيَّن تعالى قصة لوط فقال سبحانه: { كذبت قوم لوط المرسلين } بتكذيب لوط، وقيل: كذبوا جميع من مضى من الرسل { إذ قال لهم أخوهم لوط } في النسب لا في الدين لأن الناس كلهم بنو آدم { ألا تتقون } الله { إني لكم رسول أمين } على الرسالة { فاتقوا الله } على معاصيه { وأطيعون } فيما أدعوكم إليه { وما أسألكم عليه من أجرٍ } على أداء الرسالة من أجر { إن أجري إلا على رب العالمين } وهو الثواب في الجنة { أتأتون الذكران من العالمين } هو كناية عن الفاحشة وهو إتيان الرجال في دبرهم، وروي أنهم كانوا يأتون النساء في أدبارهن، وروي أنهم كانوا يأتون الغرباء لا بعضهم { وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم } يعني الفروج { بل أنتم قوم عادون } ظالمون { قالوا لئن لم تنته يا لوط } عما تقول { لتكونن من المخرجين } من الدنيا، وقيل: نخرجكم قتلاً.