الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } * { لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } * { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً }

{ وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } لأنها تنشر السحاب، وقد قيل: إنها كلها لواقح إلا الدبور فهي عقيم لا تلقح { وأنزلنا من السماء ماء طهوراً } ، قيل: طاهراً بنفسه مطهراً لغيره { لنحيي به بلدة ميتاً } لا زرع ولا ضرع ولا نبات لنسقيه { مما خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً } أي لنجعله سقياً للأنعام والأناسي { ولقد صرفناه } المطر { بينهم } يدور في جهات الأرض، وقيل: قسمناه { ليذكروا } وليتعظوا، وقيل: ليذكروا نعم الله وقدرته { فأبى أكثر الناس إلاَّ كفوراً } يعني كفروا بنعمة الله وجحدوا به، وعن ابن عباس: ما عام أقل مطراً من عام، ولكن الله قسّم بين عباده على ما يشاء، وتلا هذه الآية، وروي أن الملائكة يعرفون عدد المطر ومقداره في كل عام { ولو شئنا لبعثنا في كل قريةٍ نذيراً } يعني رسولاً ينذرهم، وحققنا عنك، وبعثنا في كل قرية نذيراً ينذر أهلها { فلا تطع الكافرين } فيما يدعونك إليه من المداهنة والإقتراحات { وجاهدهم به } أي بالقرآن { جهاداً كبيراً } يعني جاهدهم بالدعاء إلى الحق { وهو الذي مرج البحرين } المرج الخلط، والفرات كل ماء عذب، والبحر كل مالح، والاجاج: أشد الملوحة، والبرزخ الحاجز بين الشيئين، قيل: أرسلهما، وقيل: حفظهما { هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج } وهو البليغ العذوبة حتى يضرب إلى الحلاوة، والاجاج نقيضه، ومرجهما خلاهما متحادين متلاصقين وهو بقدرته يفصل بينهما ويمنعهما من التمازج وهذا من عظيم اقتداره { وجعل بينهما برزخاً } حائلاً من قدرته كقوله:بغير عمد ترونها } [الرعد: 2] يريد بغير عمد مرئية وهو قدرته { وحجراً محجوراً } أي منعاً وستراً لا يفسد المالح العذب { وهو الذي خلق من الماء } أي النطفة ومنها خلق بني آدم { بشراً فجعله نسباً وصهراً } النسب ما لا يحل نكاحه، والصهر ما يحل نكاحه، عن علي (عليه السلام) وعن ابن سيرين: نزلت نسباً وصهراً في النبي وعليّ بن أبي طالب هو ابن عمه وزوج ابنته منه، وقيل: النسب سبعة والصهر خمسة، وقرأ:حرمت عليكم أمهاتكم } [النساء: 23] إلى آخرها { وكان ربك قديراً } أي قادر على ما يشاء { ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم } يعني هؤلاء المشركين لا ينفعهم إن عبدوه ولا يضرهم إن تركوه { وكان الكافر على ربه ظهيرا } يعني أن الكافر مظاهر الشيطان على ربه بالعداوة والشرك، وقيل: إنها نزلت في أبي جهل، وقيل: ربه الصنم يعمل به ما شاء من الصنوع وتغيير الشكل { وما أرسلناك إلاَّ مبشراً ونذيراً } يعني لا تبعة عليك من فعلهم وإنما أنت مبشر ونذير { قل ما أسألكم عليه من أجر } فتتركون الإِيمان لعلة، أي طمع في أموالكم { إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً } ، قيل: الاستثناء منقطع، معناه لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً بانفاق ماله في طاعته وابتغاء مرضاته، وقيل: إلاَّ بمعنى بل أسألكم الإِيمان والله أعلم.