الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ }

قوله تعالى: { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } يعني ليس المؤمن المستحق للمدح إلا من كان بهذه الصفة { وإذا كانوا معه على أمر جامع } الأمر الجامع هو الحرب والغزو والأمور التي يحتاج فيها إلى العدد والقوة { لم يذهبوا } ولم يتفرقوا عنه { حتى يستأذنوه } حتى يطلبوا إذنه في الخروج { إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم } أمرهم وحاجتهم { فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم } { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً } فيقولوا: يا محمد يا أبا القاسم ولكن ادعوه بالتعظيم، وقولوا يا رسول الله مع التوقير والتعظيم والتواضع، ويحتمل ألا تجعلوا نداء الرسول ربه مثل ما يدعو صغيركم كبيركم وفقيركم غنيكم يسأله حاجة فربما أجابه وربما ردَّه، فإن دعوة رسول الله مسموعة مستجابة { قد يعلم الله الذين يتسلّلون } يعني من مجمع الرسول بغير إذنه مسارقة، والآية نزلت في المنافقين، وكان المنافقين ينصرفون لواذاً مستخفين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفراراً من الجهاد { فليحذر الذين يخالفون } أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } موجع، وقيل: الزلزال والأهوال، وقيل: سلطاناً يتسلط عليهم، وقيل: هو عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة، وقيل: يظهر ما في قلوبهم من النفاق { ألا إنَّ لله ما في السماوات وما في الأرض } ، ملكاً وخلقاً { قد يعلم ما أنتم عليه } من طاعتكم ومعصيتكم { ويوم يرجعون إليه } إلى حكمه { فينبئهم بما عملوا } يخبرهم بأعمالهم في الدنيا ويجازيهم عليها { والله بكل شيء عليم } لا يخفى عليه شيء.