الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ لا تحسبنّ الذين كفروا } قرأ نافع وابن كثير بالتاء على الخطاب أيها السامع الكافرين { معجزين في الأرض } ، وقرأ ابن عامر وحمزة بالياء على أن الخطاب للذين كفروا تقديره لا يحسبن { الذين كفروا معجزين في الأرض } ، واختلف القراء في فتح السين وكسرها وهما لغتان { معجزين في الأرض } فائتين سابقين، وقيل: أنهم ظنوا أنهم معجزين أولياء الله من المؤمنين بأن يقاتلونهم ويصيّرونهم إلى العجز { ومأواهم النار } أي مصيرهم { ولبئس المصير } { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } الآية قال ابن عباس: وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غلاماً من الأنصار إلى عمر وقت الظهيرة ليدعوه، فدخل داره فرأى عمر بحالة كره رؤيته، فقال له: يا رسول الله لو أن الله أمرنا ونهى في حال الاستئذان فنزلت: { يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم } أي ليطلبوا الإذن { الذين ملكت أيمانكم } قيل: هم أطفال المماليك والعبيد، قال في الحاكم: وهو الوجه، وقيل: أمر بأن يستأذن العبيد والإِماء { والذين لم يبلغوا الحلم منكم } الأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار { ثلاث مرات } في اليوم والليلة { من قبل صلاة الفجر } لأنه وقت القيام من المضاجع، وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة وبالظهيرة لأنه وقت وضع الثياب للقيلة { ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم } لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم، فأباح للمملوك والأطفال في الأوقات إلا في الثلاثة الأوقات لكشف العورات، وقوله: { ثلاث عورات } يعني هذه الأوقات الثلاثة ثلاث مرات في ثلاثة أوقات { ليس عليكم ولا عليهم جناح } ضيق وحرج { بعدهنّ } بعد هذه الثلاثة { طوافون عليكم } يدخلون للخدمة ويطوفون عليكم للاستخدام { بعضكم على بعض كذلك يبيّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم } { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم } وهو وقت البلوغ مبلغ الرجال { فليستأذنوا } في جميع الأوقات { كما استأذن الذين من قبلهم } يعني الأحرار الكبار الذين لم يعتادوا الدخول عليكم إلا بإذن، وهذا مما الناس عنه في غفلة، وعن ابن عباس: لا يؤمن بها أكثر الناس آية الإذن، وعنه: ثلاث آيات جحدها للناس الاذن كله، وقوله:إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [الحجرات: 13]، وقوله:وإذا حضر القسمة } [النساء: 8]، وعن ابن مسعود: عليكم أن تستأذنوا على آبائكم وأمهاتكم وأخوانكم، وعن الشعبي: أنه ليس بمنسوخة، قيل له: أن الناس لا يعلمون بها، فقال: الله المستعان، وعن سعيد بن جبير: يقولون هي منسوخة، ولا والله ما هي منسوخة ولكن الناس يتهاونون بها { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم } وهو وقت البلوغ مبلغ الرجال فليستأذنوا في جميع الأوقات { كما استأذن الذين من قبلهم } يعني الأحرار الكبار { كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم } ، قال جار الله: فإن قلتَ: ما السنين الذي يحكم فيها بالبلوغ؟ قلت: قال أبو حنيفة: ثماني عشرة سنة في الغلام، وسبع عشرة في الجارية، وعامة العلماء على خمس عشرة فيهما، ومنهم من اعتبر الانبات.