الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَارِ } * { يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } * { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ ألم تر أن الله يزجي سحاباً } أي يسوقه إلى حيث يريد، ومنه البضاعة المزجاة أي يزجيها كل أحد لا يرضاها { ثم يؤلف بينه } أي يضم ويجمع بين قطع السحاب المتفرقة { ثم يجعله ركاماً } أي متراكماً { فترى الودق يخرج من خلاله } من وسطه { وينزل من السماء من جبال فيها من برد } قيل: ذلك جبال في السماء من برد، وقيل: أراد بالسماء المعروفة فيها جبال البرد، وروي أنه ينزل البرد والمطر من السماء إلى السحاب، ثم ينزل إلى الأرض، وقيل: بل يخلق في السحاب حالاً بعد حال إن شاء المطر وإن شاء البر، قال جار الله: فإن قلت: متى رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تسبيح من في السماء ودعاءهم، وتسبيح الطير ودعاءهم، وينزل المطر من جبال برد في السماء حتى قيل له: ألم تر؟ قلتُ له: علم من جهة الله اخبار الله بذلك على طريق الوحي { فيصيب به } البرد { من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار } أي ضوء برقه، وقيل: لمعان برقه لشدة ضوئه { يقلب الله الليل والنهار } يصرفهما في اختلافهما وتعاقبهما، وقيل: بالطول والقصر بإدخال أحدهما في الآخر، وقيل: بالحر والبرد، وقيل: بالظلمة { إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } لذوي العقول لأنهم المكلفون الذين يمكنهم النظر { والله خلق كل دابة } أي كل حيوان { من ماء } من نطفة، وقيل: من ماء لأن أصل الخلق الماء، ثم قلب بعد الماء فجعلها ريحاً فخلق منه الملائكة وبعضه نار فخلق منه الجن، وبعضه إلى الطين فخلق منه آدم، وقيل: المراد كثرة الدواب لأن من الحيوانات من خلقه من التراب والرياح { فمنهم من يمشي على بطنه } كالحية والحوت والديدان، فإن قلت: لم سمي الزحف على البطن مشي؟ قلتُ: على سبيل الاستعارة كما يقال: فلان يمشي له أمرٌ { ومنهم من يمشي على رجلين } كالجن والإِنس والطيور { ومنهم من يمشي على أربع } كالأنعام والوحوش والسباع، وقيل: في قوله: { يخلق الله ما يشاء } تبينة على أن فيها أكثر من ذلك { إن الله على كل شيء قدير } قوله تعالى: { لقد أنزلنا آيات } دلالات، هو القرآن وسائر الأدلة { مبينات } واضحات { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } ، وقيل: يهدي إلى طريق الجنة من يشاء وهم المؤمنون { ويقولون آمنا بالله وبالرسول } الآية نزلت في المنافقين وذلك أنهم يدَّعون بألسنتهم الايمان والطاعة { ثم يتولى فريق منهم } جماعة يعرضون على حكم الله وهم المنافقون { من بعد ذلك } أي من بعد أن أقروا بألسنتهم { وما أولئك بالمؤمنين } في الحقيقة { وإذا دعوا إلى الله } أي إلى كتابه وحكمه وشريعته ورسوله، أي وإلى رسوله { ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق } يعني إذا علموا أن الحق لهم أتوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { مذعنين } مطيعين منقادين { أفي قلوبهم مرض } شك ونفاق في نبوتك { أم ارتابوا } أي شكوا { أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله } أي يظلمهم ويجور عليهم، وقيل: يخافون أن يميل الرسول في الحكم { بل أولئك هم الظالمون } لأنفسهم حيث أعرضوا عن حكم الله وحكم رسوله، أو هم الظالمون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث ظنوا أنه يحيف.