الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } * { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } * { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } * { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } * { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } * { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }

{ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين } أي حجة بيّنة، وهي المعجزات التي أعطي موسى { إلى فرعون ومَلَئِهِ } يعني قومه { فاستكبروا } يعني تعظموا وتكبروا عن الإِيمان { وكانوا قوما عالين } أي متكبرين قاهرين للخلق ظلماً { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا } هو استفهام والمراد الإِنكار { وقومهما } يعني بني إسرائيل { لنا عابدون } مطيعون لنا طاعة العبد لمولاه، وروي أنهم كانوا يعبدون فرعون { فكذّبوهما فكانوا من المهلكين } { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { لعلّهم يهتدون } أي لكي يهتدون، يعني قومه { وجعلنا ابن مريم وآمه آية } ثم عطف على ما تقدم بذكر عيسى (عليه السلام) وجعلهما آية ومعجزة لعيسى (عليه السلام) { وآويناهما إلى ربوة } أي أرض مرتفعة قيل: فلسطين، وقيل: دمشق، وقيل: أرض بيت المقدس فإنها كبد الأرض وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلاً عن كعب { ذات قرار ومعين } قيل: ذات استواء وسعة يستقر عليها، وقوله: { معين } ماء جاري ظاهراً { يأيها الرسل كلوا من الطيّبات } الخطاب عام للجميع، وقيل: هو خطاب لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، والطيبات قيل: الحلال، وقيل: كل ما يستطاب، وروي أن عيسى كان يأكل من غزل أمه { واعملوا صالحاً } هو أمرٌ بالطاعات { إني بما تعملون عليم } فمجازيكم بأعمالكم وفيه تحذير عن مخالفته....... بطاعته { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } قيل: دينكم دين واحد، وقيل: خطاب للرسل وفيه حذف، أي وقلنا لهم ودينكم واحد فيما يلزمكم من التوحيد والعدل، وقيل: خطاب لهذه الأمة ان أمتكم أمة واحدة، يعني جميع الأمم في أنهم عبيد الله { وأنا ربكم } خالقكم { فاتقون } أي فاتقوا مخالفة أمري، ثم أخبر سبحانه عن الأمم فقال: { فتقطّعوا أمرهم بينهم } أي تفرقوا وتقطعوا إشارة إلى أشد الاختلاف وذلك أنهم اتبعوا علماء السوء ورؤساء القوم { زبراً } ، قيل: كتباً، والمعنى تفرقوا فآمن كل فريق بكتاب وكفر بغيره كاليهود آمنوا بالتوراة وكفروا بالإِنجيل والفرقان، والنصارى آمنوا بالإِنجيل وكفروا بالتوراة والقرآن، وقيل: أحدثوا كتاباً يحتجون لمذهبهم { كل حزب بما لديهم فرحون } كل جماعة بما لديهم من دينهم فرحون مسرورون ومتعجبون { فذرهم } أي اتركهم وهذا وعيدٌ.... قيل: في كفرهم، وقيل: في عماهم، وقيل: في غفلتهم { في غمرتهم } أي وقت الموت والمعاينة، وقيل: إلى يوم القيامة، وقيل: يوم بدر { أيحسبون } يعني يظنون هؤلاء الكفار { أنما نمدهم } نعطيهم ونزيدهم { من مال وبنين } { نسارع لهم في الخيرات } يعني لما أعطوا نعيم الدنيا ظنوه ثواباً لأنهم أنكروا المعاد { بل لا يشعرون } لا يعلمون إن ذلك ليس بثواب وإنما هو ابتلاء، ولما بيَّن حال المؤمنين المسارعين في الخيرات فقال سبحانه: { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون } خائفون { والذين هم بآيات ربهم يؤمنون } يصدقون { والذين هم بربهم لا يشركون } أي يوحدون الله ويعبدونه { والذين يؤتون ما آتوا } أي يعطون ما أعطوا من الزكاة والديون والودائع والأمانات { وقلوبهم وجلة } أي خائفة { إنهم إلى ربهم راجعون } إلى حكمه { أولئك يسارعون في الخيرات } في طاعة الله { وهم لها سابقون } يعني لما علم منهم الأعمال الصالحة حكم لهم بالسعادة، وقيل: إلى الخيرات سابقون، ولها بمعنى إليها، وقيل: من أجل الخيرات سابقون إلى الجنة.