الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } * { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } * { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } * { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } * { قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } * { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } * { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

{ إن في ذلك } قيل: قصة نوح، وقيل: ما تقدم { لآيات } لدلائل { وإن كنا لمبتلين } مختبرين بالدلالات ليعلموا صنائعهم وينكروه، وقيل: لمبتلين لمعاقبين لمن سلك سبيل قوم نوح في تكذيب الأنبياء { ثم أنشأنا من بعدهم } أي من بعد ما أهلكناهم { قرنا آخرين } جماعة من الناس { فأرسلنا فيهم رسولاً منهم } هود لأنه المبعوث بعده { أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } فبدأ أيضاً بالتوحيد، فلما لم يقبلوا منه قال: { أفلا تتقون } ، قيل: الشرك، وقيل: المعاصي { وقال الملأ من قومه } يعني الأشراف { الذين كفروا } بالله { وكذّبوا بلقاء الآخرة } أي بالبعث والجزاء { وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلاَّ بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون } { ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون } باتباعه { أيعدكم } هذا الرسول { أنكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً } يعني صرتم بعد الموت رميماً وتراباً { أنكم مخرجون } من قبوركم { هيهات هيهات لما توعدون } قيل: بعد الهدى الذي توعدون { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيى } قيل: نحيى حياة ثم نموت ولا إعادة، وقيل: يموت قوم منا ويحيا قوم { وما نحن بمبعوثين } بعد ذلك والله أعلم { إن هو إلاَّ رجل افترى على الله كذباً } وما نحن له بمؤمنين بمصدقين فيما يقول { قال رب انصرني بما كذبون } أي انصرني عليهم بأن يهلكهم لأجل تكذيبهم، فأجاب الله دعاءه وأخبر أنه سيهلكهم عن قريب فقال سبحانه: { قال عمَّا قليل } أي عن قليل من المدة، وما صلة { ليُصبحنّ نادمين } عن كفرهم { فأخذتهم الصيحة } صيحة العذاب، وقيل: هم ثمود صاح بهم جبريل { فجعلناهم غثاءً } أي موتاً، وقيل: هو المتفتت البالي في الشجر يحمله السيل عن ابن عباس { فبعداً للقوم الظالمين } قيل: بعداً لهم من الرحمة { ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين } يعني أحدثنا من بعدهم قروناً آخرين، أي جماعات من الناس { ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون } قيل: وعيدٌ لهم، يعني ما يسبق أحد ما قدر له وما يتأخر { ثم أرسلنا رسلنا تترى } أي متواترة تتبع بعضهم بعضاً { كل ما جاء أمةً رسولها كذبوه } فيما جاء به { فأتبعنا بعضهم بعضاً } في الإِهلاك { وجعلناهم أحاديث } أي يحدث بهم على طريق المثل في الشر فأما في الخير فلا، يعني جعلناهم أخباراً يستمر بها ويتعجب منها { فبعداً لقوم لا يؤمنون } أي فبعداً لهم من الرحمة.