الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوۤاْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ } * { ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ }

{ والذين هاجروا } أعاد ذكرهم وإن كانوا دخلوا في الذين آمنوا وعملوا الصالحات تعظيماً لهم وتفخيماً لشأنهم لكونهم فارقوا أوطانهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله { ثم قتلوا } في الجهاد { أو ماتوا } في المعركة { ليرزقنهم الله رزقاً حسناً } في الجنة { وإن الله لهو خير الرازقين } ما إذا رآه لا يمدن عينيه إلى غيره لا يقدر على ذلك إلا الله، وقيل: بل هو قوله:بل أحياء عند ربهم يرزقون } [آل عمران: 169] { ليدخلنّهم مدخلاً يرضونه } يعني مكاناً يدخلونه ويرضونه وهو الجنة { وإن الله لعليم } بمواضع الجزاء ومقداره { حليم } بالإمهال إلى ذلك اليوم { ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به } الآية نزلت في قوم من المشركين لقوا جماعة من المسلمين فقاتلوهم في الشهر الحرام فنهاهم المسلمون عن ذلك فأبوا فنصِروا عليهم، ومعنى { من عاقب بمثل ما عوقب به } فينتقم من عدوه، وقيل: الأول لم يكن عقوبة ولكن هو كقولهم الحر بالحر، وقيل: أراد القصاص بالقتل أن يقتل قاتل وليه، وقيل: أراد أن يخرجوهم من ديارهم مثل ما أخرجوهم { لينصرنه الله إن الله لعفوٌ غفور } عمن ينتصر من ظالمه، غفور يغفر له، وقيل: هو عام، قوله تعالى: { ذلك بأن الله يولج الليل في النهار } الإِيلاج الادخال، قال جار الله: { ذلك } أي ذلك النصر سبب أنه قادر، ومن آيات قدرته البالغة أنه { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أو سبب أنه خالق الليل والنهار ومصرّفهما فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على أيدي عباده من الخير والشر والبغي والإِنصاف، وأنه { سميع } لما يقولون { بصير } بما يفعلون، قال جار الله: فإن قلت: ما معنى إيلاج أحدهما في الآخر؟ قيل: يحصل ظلمة هذا في ضياء الآخر وضياء ذلك في مكان ظلمة الآخر بطلوعهما كما يضيء بالسراج ويظلم بفقده، وقيل: هو زيادة أحدهما بما نقص من الآخر من الساعات، وان الله سميع لما يقول عباده، بصير لا يخفى عليه شيء فيجازي به { ذلك بأن الله هو الحق } الدائم القادر وما دون ضعيف، وقيل: إنما يقوله ويفعله الحق، وقيل: عادته الحق { وأنَّ ما يدعون من دونه } قرئ بالياء والتاء والأوثان { هو الباطل وأَنَّ الله هو العلي } القادر على كل شيء { الكبير } العظيم في صفاته { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة } أي ذات خضرة بالنبات ولا يقدر عليها غيره { إن الله لطيف } قيل: فاعل الألطاف، وقيل: يحسن التدبير، { خبير } الخبير العالم { له ما في السماوات وما في الأرض } يعني جميعها، وقيل: جميع من فيهما عباده { وإن الله لهو الغني الحميد } الذي لا يجوز عليه الحاجة، الحميد المحمود بصفاته وأفعاله { ألم تر } أيها الإِنسان { أن الله سخّر لكم ما في الأرض } قيل: تسخيرها تمكينهم من الأشياء والإِنتفاع وتصريفهما فيما يريدون، وقيل: أراد تسخير الأنعام مع عظم قوتها وغير ذلك من الحيوانات { والفلك تجري في البحر بأمره } يعني السفن والله أعلم { ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } أي بأمره بالإِمساك خلقه تعالى { وهو الذي أحياكم } في الدنيا { ثم يميتكم } عند انقضاء آجالكم { ثم يحييكم } في الآخرة للثواب والعقاب { إن الإِنسان لكفور } أي جحود.