الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } * { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } * { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } * { حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }

{ ليشهدوا منافع لهم } التجارات، وقيل: التجارة في الدنيا والآخرة، وقيل: منافع العفو والمغفرة { ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } ، قيل: المعلومات عشر ذي الحجة، والمعدودات أيام التشريق، وسميت معدودات لقلَّتها، فأما الذكر فقيل: هو التسمية عند الذبح، وقيل: التكبير { على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ، قال جار الله: البهيمة مبهمة في كل ذات أربع في البر والبحر فثبتت في الأنعام وهي البقر والغنم والإِبل والضأن والمعز { فكلوا } إباحة وليس بواجب { منها } من بهيمة الأنعام، وقيل: هي الهدايا، وقيل: بل يأكل المضحي وإن قلّ، والأول { وأطعموا البائس } الذي أصابه بؤس أي شدَّة، وقيل: البائس الزمن { والفقير } المحتاج { ثم ليقضوا تفثهم } ، قيل: مناسك الحج كلها، قال جار الله: قصّ الشارب والأظفار ونتف الابط والاستحداد، والتفث الوسخ، والمراد قضاء إزالة التفث { وليوفوا نذورهم } مواجيب حجّهم أو ما عسى أن يذروه من أعمال البر في حجهم { وليطوفوا } طواف الإِفاضة، وهو طواف الزيادة الذي هو أركان الحج ويقع به تمام التحلل { العتيق } لأنه أول بيت وضع للناس، وعن قتادة: أعتق عن الجبابرة كم من جبار سار إليه لهدمه فمنعه الله، وعن مجاهد: لم يملك قط، وعنه: أعتق عن الغرق، وقيل: بيت كريم، قال جار الله: فإن قلتَ: قد سُلِّط عليه الحجاج فلم يمنع، قلتُ: ما قصد التسليط على البيت وإنما تحصن به إلى ابن الزبير رحمه فاحتال لإِخراجه ثم بناه، ولما تسلط أبرهة فعل ما فعل { ذلك ومن يعظّم حرمات الله } قال جار الله: وهو ما لا يحل هتكه وجميع ما كلفه الله عزَّ وجل بهذه الصفة من مناسك الحج وغيرها، فيحتمل أن يكون عاماً في جميع تكاليفه، ويحتمل أن يكون خاصاً فيما يتعلق بالحج، وعن زيد بن اسلم: الحرمات خمس الكعبة الحرام، والمسجد الحرام، والبلد الحرام، والمحرم حتى يحل { وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم } والمعنى أن الله يداخل لكم الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم في سورة المائدةحرمت عليكم الميتة والدم } [المائدة: 3] الآية { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } يعني عبادة الأوثان وتعظيمها، يعني عظموا الله فإنه أهل التعظيم، وإنما سمَّاه رجساً تشبيهاً لأنه يجب اجتنابه، وقيل: كانوا يلطخونها بالدم، قال جار الله: فكأنه قيل: اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان { واجتنبوا قول الزور } ، قيل: الكذب، وقيل: تلبية المشركين إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، وقيل: قولهم هذا حلال وهذا حرام وما أشبه ذلك من افترائهم، وقيل: شهادة الزور، وقيل: البهتان والكذب { ومن يشرك بالله فكأنما } الآية، قال جار الله: تشبيهاً مركباً فكأنه قال: من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده مصورة حال من { خرّ من السماء } فاختطفه الطير فتفرق مسرعاً في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة، وإن كان مفرقاً فقد شبه الايمان في علوّه بالسماء، والذي ترك الإِيمان بالله واختار الشرك بالساقط من السماء.