الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } * { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } * { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } * { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ } * { وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذٰلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ }

{ ولوطاً آتيناه حكماً } ، قيل: الفصل بالحق، وقيل: النبوة، وقيل: إصابة الحق { وعلماً } أي علماً بالدين وما يحتاج إليه { ونجّيناه من القرية } هي سدوم وهي { التي كانت تعمل الخبائث } يعني أهلها { إنهم كانوا قوم سوء فاسقين } خارجين عن طاعة الله، قيل: كانوا يأتون الذكور في أدبارهم ويتضارطون في أيديتهم، وقيل: الكفر وسائر القبائح { وأدخلناه في رحمتنا } ، قيل: الرحمة، النجاة، وقيل: النبوة { إنه من الصالحين } ثم عطف قصة داوود ونوح على ما تقدم فقال سبحانه: { ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له } في دعائه { فنجيناه وأهله } يعني من آمن به { من الكرب العظيم } من العذاب والغرق الذي نزل بقومه { ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا } أي نصرناه على القوم، وقيل: متعناه بالنصر منهم حتى لم يصلوه بسوء، ثم عطف قصة داوود على قصة نوح فقال سبحانه: { وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث } ، قيل: كان زرعاً وقع فيه الغنم ليلاً، وقيل: كان كرماً قيل: شرعاً في الحكم من غير قطع { إذ نفشت فيه غنم القوم } أي رعته فأفسدته { وكنا لحكمهم شاهدين } لا يغيب عنَّا { ففهّمناها سليمان } أي فتحنا له طريق الحكومة، وقيل: فهم سليمان قيمة ما أفسدت الغنم، ويقال: كيف كان قصة الحرث وما الذي حكما به؟ قالوا: إنهما اختصما إليه صاحب الحرث وصاحب الغنم الذي أفسدت الحرث فحكم داوود بالغنم لصاحب الحرث، فقال سليمان وهو ابن اثني عشر سنة غير هذا أرفق بالفريقين، فعزم عليه ليحكمن فقال: أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بها بألبانها وأولادها وأصوافها، والحرث إلى أرباب الشاء يقومون عليه حتى يعود كهيئته يوم أفسد ثم يترادان، فقال: القضاء ما قضيت وأمضى الحكم، فإن قيل حكما بوحي أم باجتهاد؟ قيل: جميعاً بالوحي، وقيل: اجتهدا جميعاً فجاء اجتهاد سليمان أشدّ بالصواب، وفي قوله: { ففهّمناها سليمان } دليل على أن الصواب كان مع سليمان، وفي قوله: { وكلا آتينا حكماً وعلماً } دليل على أنهما كانا جميعاً على الصواب { وسخّرنا مع داوود الجبال يسبحن } فإن قيل: لم قدم الجبال على الطير؟ قيل: تسبيحها وتسخيرها أعجب وأدل على القدرة وأدخل في الإِعجاز لأنها جماد { والطير } حيوان ناطق، روي أنه كان يمر بالجبال مسبحاً وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار، قال جار الله: فإن قلت: كيف تنطق الجبال وتسبح؟ قلتُ: لأن الله يخلق فيها الكلام كما خلقه في الشجرة حين كلم موسى، وجواب آخر وهو أن يسبح من رآها تسير بسير الله فكما حملت على التسبيح وصفت { وكنا فاعلين } أي قاصرين على أن نفعل هذا { وعلّمناه صنعة لبوس لكم } يعني الدروع، وروي أن أول من صنع الدروع داوود، والله تعالى جعل الحديد في يده كالعجين كما قال:

السابقالتالي
2