الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } * { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } * { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

{ قل } يا محمد { إنما يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إله واحد } يعني من تحق له العبادة { فهل أنتم مسلمون } ومنقادون بذلك بأن تتركوا عبادة غيره، وقيل: هل أنتم داخلون في الإِسلام؟ { فإن تولَّوا } أعرضوا { فقل } يا محمد لهم { آذنتكم } أعلمتكم { على سواء } في الانذار لم أظهر شيئاً لبعض وأكتمه عن بعض، وقيل: على سواء في الإِنذار والدعاء، وقيل: أعلمتكم ما أعد الله لكم على كفركم من العذاب { وإن أدري } لا أعلم { أقريب أم بعيد ما توعدون } يعني القيامة فإن الله تعالى هو العالم بوقتها، وقيل: المراد العذاب الموعود لهم ما يوعدون به من غلبة المسلمين عليكم لا محالة ولا بدّ، وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك لأن الله تعالى لم يعلمني { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون } والله عالم لا يخفى عليه شيء من كلام الطاعنين في الإِسلام فهو مجازيكم عليه { وإن أدري لعلَّه فتنة لكم } ما أدري لعل تأخير هذا الموعد لينظر كيف تعملون، يعني لعل تأخير العذاب فتنة لكم أي اختبار وشدّة وتكليف { ومتاع إلى حين } أي يمتعكم إلى أجل قد علمه، ومعنى الآية لا أدري بعد البيان لعل بقاءكم زيادة في عقوبتكم إن لم تؤمنوا { قل رب احكم بالحق } وفوض الأمر إليه أي احكم بيني وبين من كذَّبني بالحق، وعن قتادة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا شهد قتالاً قال: " رب احكم بالحق " أي افصل بيني وبين المشركين كما تفصل به الحق { وربنا الرحمان المستعان } الذي تحق له العبادة، وقوله: { المستعان } الذي يعينهم على أمورهم { على ما تصفون } من خلاف الدين وكانوا يطمعون أن تكون لهم الغلبة فكذب الله ظنّهم ونصر رسوله والمؤمنين.