الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } * { فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } * { وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ } * { فَقُلْنَا يآءَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } * { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ } * { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ } * { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } * { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } * { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ }

{ فتعالى الله الملك } استعظاماً له لأنه موجود لم يزل ولا يزول الملك الذي يملك الدنيا والآخرة { الحق } أي أحق من يوصف بهذه الأوصاف وأنه يملك وملكه حق { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } ، قيل: لا تقرئه أصحابك ولا تمليه عليهم حتى يتبيَّن معانيه أو تتم سوره، وقيل: كان يقرأ مع جبريل مخافة النسيان فنهي عن ذلك، ومعناه لا تعجل بقراءته قبل أن يفرغ جبريل من قراءته { وقل رب زدني علماً } ، قيل: بالقرآن فهماً وحفظاً، وقيل: ما أمر الله رسوله في طلب الزيادة في شيء إلاَّ في العلم، ثم عطف الله سبحانه قصة آدم على قوله:وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتقون } [طه: 113] والمعنى وأقسم قسماً { لقد عهدنا } أمرنا أباهم { آدم } ووصيّناه ألاَّ يقرب الشجرة وأوعده بالدخول في جملة الظالمين إن قربها، وذلك قبل وجودهم ومن قبل أن يتوعدهم فخالف إلى ما نهي عنه، قال جار الله: فإن قلتَ: ما المراد بالنسيان؟ قلت: يجوز أن يريد بالنسيان الذي هو نقيض الذكر، وأنه لم يعن بالوصيَّة العناية الصادقة، ولم يستوثق منها بعقد القلب عليها وضبط النفس حتى تولد من ذلك النسيان، وإنه ترك ما وصي به عن الشجرة { فنسي } أي فأنساه الشيطان { ولم نجد لم عزماً } على المعصيَّة وإنما فعله نسياناً، قيل: نسي الوعيد وأنه يخرج من الجنة إن أكل، وقيل: نسي قوله: { إن هذا عدوّ لك ولزوجك } { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس } ، قيل: السجود لله وآدم قبلة السجود، إلا إبليس كان جِنِّياً بدليل قوله تعالى:كان من الجن ففسق عن أمر ربه } [الكهف: 50] ولم يكن من الملائكة لكن دخل معهم في الأمر بالسجود { فقلنا يا آدم إن هذا } يعني إبليس { عدوٌ لك ولزوجك } حوَّاء { فلا يخرجنّكما من الجنة } بغرور وساوسه { فتشقى } ، قيل: هي شقاوة الدنيا وهو أن يأكل من كدّه وكسبه، وإنَّما قال: فتشقى على خطاب الواحد والمعنى تشقى أنت وزوجك لأن أمرهما في النسب واحد، وروي أنه أهبط على آدم ثوراً أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق من جبينه { إن لك ألاَّ تجوع فيها ولا تعرى } أي في الجنة { وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } ولا تعطش ولا يصيبك من الشمس { فوسوس إليه الشيطان } ، قيل: ألقى الوسوسة، وقيل: ألقاها من الأرض، وقيل: كانا يجتمعان في السماء { قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد } يعني شجرة إن أكلت منها بقيت خالداً مخلداً { وملك لا يبلى } { فأكلا منها } يعني من الشجرة { فبدت } ظهرت { لهما سوآتهما } عوراتهما، وقيل: كان لباسهما الظفر فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما وتركت هذه البقايا في أطراف الأصابع { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } يضعان ورقة بعد ورقة ليسترا عوراتهما قيل: هو ورق التين { وعصى آدم ربه } أي خالف أمره فيما أمره به، وقيل: أخطأ ثم { أكل فغوى } خاب { ثم اجتباه ربه } أي اختاره واصطفاه للنبوة { وهدى } أي هداه لأمر دينه ووفقه للنبوة.