الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } * { ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }

{ وقولوا للناس حسناً } قيل: هو عام في جميع الأفعال، وقيل: في بيان صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم } على طريق الالتفات أي توليتم عن الميثاق ورفضتموه. { إلا قليلاً منكم } هم الذين أسلموا منهم. وأنتم معرضون وأنتم قوم عادتكم الاعراض عن المواثيق والتولية. { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم } معناه لا يسفك بعضكم دم بعض، وقيل: اذا قتل غيره فكأنما قتل نفسه لأنه يقتص منه. { ولا تخرجون أنفسكم } لا يفعل ذلك بعضكم ببعض. { ثم أقررتم } بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه. { وأنتم تشهدون } عليها كقوله: فلان مقر على نفسه بكذا. { ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } قيل: ان الله عزّ وجلّ أخذ على اليهود عهوداً منها ترك القتال، وترك الاخراج وترك المظاهرة، فأعرضوا عن كل ما أمر الله به إلا الفداء وهو قوله تعالى: { أفتؤمنون ببعض الكتاب } اي بالفداءِ. { وتكفرون ببعض } اي بالقتل والإِجلاء وذلك ان بني قريظة كانوا حُلفاء الأوس، والنضير حلفاء الخزرج، وكان كل فريق يقاتل مع حلفائه فإذا غلبوا خربوا ديارهم وأخرجوهم واذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فعيرتهم العرب وقالت: كيف تقاتلونهم: ثم تفدونهم؟! فيقولون: أُمِرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم ولكنا نستحيي أن نذل حلفاءنا. { فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا } والخزي هو قتل بني قريظة وأسرهم واجلاء بني النضير، وقيل: الجزية وانما رد من فعل ذلك منهم. { إلى أشد العذاب } لأن عصيانه أشد. { وما الله بغافل عما تعملون } قرِئ بالياء والتاء. { أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب } يعني عذاب الدنيا بنقصان الجزية ولا ينصرهم احدٌ بالدفع، وكذلك عذاب الآخرة. { ولقد آتينا موسى الكتاب وقفيّنا من بعده بالرسل } يعني اتبعنا على اثره الكثير من الرسل يعني رسولاً بعد رسولٍ. { وآتينا عيسى ابن مريم البينات } المعجزات الواضحات والحجج كاحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص. { وأيدناه بروح القدس } قيل: يعني روحه وصفها بالطهارة، وقيل: الاسم الأعظم الذي كان يحي به الموتى عن ابن عباس، وقيل: بجبريل، وقيل: بالانجيل. { أفكلما جاءكم رسول } بالحق. { أستكبرتم } عن الإيمان { ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } { وقالوا قلوبنا غلف } يعني مغطاة عما جاء به محمد (عليه السلام). { فقليلاً ما يؤمنون } يعني إيماناً قليلاً يؤمنون ويجوز أن يكون القلة بمعنى العدم.