الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } * { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } * { وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ أفتطمعون } الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين. { أن يؤمنوا لكم } اي يحدثون الايمان لأجل دعوتكم. { وقد كان فريق منهم } طائفة ممن سلف منهم. { يسمعون كلام الله } يعني ما يتلونه من التوراة ثم يحرفونه كما حرفوا صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآية الرجم، وقيل: كان قوم من السبعين المختارين سمعوا كلاماً حين كلم الله تعالى موسى بالطور وما أمر الله به ونَهَى ثم قالوا: سمعنا الله تعالى يقول في آخر كلامه: ان استطعتم ان تفعلوا هذه الاشياء فافعلوا وان شئتم فلا تفعلوا ولا بأس عليكم. { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } الآية، " نزلت في بني قريظة قال لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا اخوان القردة والخنازير " ، قالوا: من أخبر محمداً بهذا ما خرج إلاّ منكم " عن مجاهد، وقيل: كان ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين بما عذب به أَسلافهم، فقال بعضهم لبعض: أتقولون ذلك لهم ليقولوا نحن أكرم على الله منكم، وقيل: ان قوماً من اليهود قالوا للشيخين أبا بكر وعمر: انا آمنا لأنا نعلم أنه نبيٌ ونجد صفته في التوراة فلما خلوا الى رؤسائهم قالوا لهم: { قالوا أتحدثونهم بما } قصّ { الله عليكم } من صفة محمد لتكون الحجة عليكم لهم. { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ } والكتاب التوراة، الأماني ما هم عليه من أمانيهم من ان النار لا تمسهم الا اياماً معدودة، وقيل: أكاذيبٌ مختَلِفة. { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } الآية، قيل: نزلت في أحبار اليهود وعلمائهم الذين حرفوا التوراة على العوام وذلك انهم عرفوا زوال رئاستهم فغيروا صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). { وويل لهم مما يكسبون } من الرشا. { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودةً } قيل: أربعين يوماً عدد أيام عبادة العجل، وقيل: كانوا يقولون مدة الدنيا عندهم سبعة آلاف سنة وانما نعذب مكان كل سنة يوماً. { بلى } أي بلى تمسكم أبداً بدليل قوله تعالى: { هم فيها خالدون }. { من كسب سيئة } من السيئات يعني كبيرة من الكبائر. { وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وسأل رجل الحسن عن الخطيئَة فقال: " سبحان الله ألا أراك ذا لحية وما تدري ما الخطيئَة انظر في المصحف فكل آية نهَاك الله تعالى عنها واخبرك انه من عمل بها دخل النار فهي الخطيئَة المحبطَة ".