{ أو كالذي مر على قرية } الآية معناه أرأيت مثل الذي كان كافراً بالبعث وهو الظاهر لانتظامه مع نمرود و بقوله { أنّى يحي هذه الله بعد موتها } قيل: هو عزير، وقيل: الخضر اراد أن يعاين احياء الموتى لتزداد بصيرته والقريَة بيت المقدس حين خربه بخت نصَّر، وقيل: هي التي خرج منها الالوف { خاوية على عروشها } قيل: ساقطة، وعروشها سقوفها، أي سقطت السقوف ثم سقطت عليها الجدر، وقيل: عروشها أبنيتها من قوله: { يعرشون } قوله تعالى: { لبثت يوماً أو بعض يوم } نام اول النهار ثم احياه الله تعالى اخر النهار بعد المئَة فقال: { لبثت يوماً } ثم التفت فرآى بقية الشمس فقال: { أو بعض يوم فانظر إلى طعامك } روي ان طعامه كان تيناً وعنباً وشرابَه عصيراً ولبناً فوجده على حاله { لم يتسنَّه } لم يتغير { وانظر إلى حمارك } كان معه حمار فهلك وبليتْ عظامَهُ، وقيل: كان حماره مربوطاً فقام وهو حي كما كان وذلك من أعظم الآيات ان يُعَيّشَهُ الله مائة عام من غير علف ولا ماء، وقد قيل: انه أتى قومه راكباً حماره فقال: أنا عزير فكذبوه فقال: هاتُوا التوراة فأخذها يهذهَا هذاً عن ظهر قلبه وهم ينظرون في الكتاب فما حرم حرفاً فقالوا: هذا ابن الله، وقيل: رجع الى منزله فرأى اولاده شيوخاً وهو شاب فاذا حدثهم بحديث: قالوا حديث مائة سنَة [ولم احداً قرأ] التوراة ظاهراً قبل عزير فذلك كونه آية { وانظر الى العظام } هي عظام الحمار، وقيل: عظام الموتى الذي تعجب من احيائهم { كيف ننشزها } كيف نحييها وقرأ ننشرها من نشر الله الموتى اذا احياهم. { وإذ قال إبراهيم رب أرني } من رؤية العين { ولكن ليطمئن قلبي } ليزداد سكوناً ويقيناً وطمأنينة واختلفوا في سبب سؤال ابراهيم هذا على أقوال: قيل: احب ان يعلم ذلك علم عيان دون علم استدلال، وقيل: سأل عن قومه وان اضاف السؤال إلى نفسه كما فعل موسى في سؤال الرؤية، وقيل: بشَّر الملك ابراهيم بأن الله اتخذه خليلاً والله يجيبُ دعوته ويحي الموتى بدعائه، قوله تعالى: { فخذ أربعة من الطير } قيل: طاووس وديكاً وغراباً وحمامة { فصرهن إليك } أي قطعهن، وقيل: بالضم املهن اليك وبالكسر قطعهن، وقيل: المراد بالآية قطعهن وهو قوله الاكثر لان إبراهيم (عليه السلام) قطع أعضاءها ولحمها وريشها ودمها وخلط بعضها ببعض { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً } قيل: على اربعة جبال، وقيل: سبعة، وقيل: تسعة جبال ففعل ذلك إبراهيم وأمسك رؤوسهم عنده ثم دعاهن فذلك قوله تعالى: { ثم ادعهن } وقل لهن: تعالين بإذن الله تعالى فجعل أمر الطير يطير بعضها إلى بعض ثم أتته { سعياً } على أرجلهن ويلقى كل طائر رأسه فذلك قوله تعالى: { يأتينك سعياً } يعني ساعيات مسرعات { مثل الذين ينفقون } الآية يعني مثلهم { كمثل } باذر { حبة } والمنبت هو الله تعالى ولكن الحبَّة لما كانت سبباً اسند إليها النبات كما يسند إلى الأرض وإلى الماء ومعنى انباتها { سبع سنابل } يخرج ساقها يبدو فيها سبع لكل واحدة سنبلة وهذا موجود في الدخن والذرة، قوله تعالى: { في سبيل الله } يعني دينه اراد النفقة في الجهاد، وقيل: في جميع أبواب البر ويدخل فيه الواجب يعني ان النفقة في سبيل الله بسبع مائة ضعف والله يضاعف لمن يستوجب ذلك، قوله تعالى: { الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } نزلت الآية في عبد الرحمن تصدق بنصف ماله اربعة آلاف دينار { ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذىً } وهو ان يذكر نعمته عليه بما ينقصه، وقيل: يمن على الناس بنفقته، قوله تعالى: { ولا أذىً } يعني ما يؤذي به الفقير، قوله تعالى: { قول معروف } أي رد جميل { ومغفرة } عفو عن السائل اذا وجد منه ما يثقل على المسؤول، وقيل: المغفرة بالعفو عن ظالمه { كالذي ينفق ماله رئاء الناس } أي لا تبطلوا صدقاتكم كإبطال المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس لا يريد بها رضاء الله وثواب الآخرة { فمثله كمثل صفوان } أي مثله ونفقته بصفوان حجر أملس { عليه تراب فأصابه وابل } مطر عظيم القطر { فتركه صلداً } أي أجرداً نقياً من التراب الذي كان عليه { لا يقدرون على شيء } ممن ثابه { مما كسبوا } حيث أعطوه بالرياء، وقيل: هو قوله تعالى: