الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُواْ فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلُواْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ }

قوله تعالى: { تلك آيات الله } يعني القصص التي قصها من حديث الالوف ونزول التابوت من السماء وغلبة الجبّارين على يدي صبي، قوله تعالى: { تلك الرسل } التي تقدم ذكرها { منهم من كلم الله } وهو موسى (عليه السلام) { ورفع بعضهم درجات } ومنهم من رفعه في الفضل على سائر الانبياء (عليهم السلام) والظاهر انه اراد تعالى نبينا وسيدنا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث أوتي ما لم يؤت احدٌ من الآيات الى الغايَة او اكثر ولو لم يؤت إلاَّ القرآن وحده لكان كافياً لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر، قوله تعالى: { وآتينا عيسى ابن مريم البيَّنات } أي الحجج وهو ما أتاه من المعجزات والكتاب، قوله تعالى: { وأيدناه بروح القدس } قيل: الروح جبريل (عليه السلام)، وقيل الاسم الذي كان يحيي به الموتى { ولو شَاء الله ما اقتتلوا } قيل: أي مشيئة الاكراه اي لو شاء ان يُجيرهم ويمنعهم لفعل من بعدهم أي من بعد موسى وعيسى واتباعهم، وقيل: اليهود والنصارى فمنهم من آمن لالتزامه دين الانبياء ومنهم من كفر باعراضه عنه { ولو شاء الله ما اقتتلوا } مكرر للتوكيد { يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } اراد الانفاق الواجب لاتصال الوعيد به { من قبل أن يأتي يوم } يعني قدموا ليوم القيامة قبل اتيانه { لا بيع فيه } أي لا تجارة { ولا خلة } أي لا صداقة لأنهم بالمعاصي يصيرون أعداء، وقيل: شغله بنفسه يمنع من صداقة غيره والله أعلم.