الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى ٱلْوَارِثِ مِثْلُ ذٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِيۤ أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

{ والوالدات يرضعن اولادهن حولين } الآية، قيل: هو عام في جميع الزوجات، وقيل: المطلقات، قيل: معناه الامر وإن كانت صيغته صيغة الخبر، قوله تعالى: { حولين كاملين } يعني عامين تامين اربعة وعشرين شهراً وقد اختلف العلماء في هذا الحد هل هو لكل مولود ولكن اذا اتت به لستة اشهر فحولين وان ولدت لسبعة اشهر فثلاثة وعشرين شهراً في الحمل وان ولدت لتسعة اشهر فاحدى وعشرين يطلب بذلك الجملة ثلاثين شهراً، وقيل: هو حد لكل مولود ويأتي وقت يولد لا ينقص ولا يزيد الا ان يتراضيَا قبل الحولين فحيِنئذٍ فطماه فان اختلفا لم يفطماه وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً، وقال جماعة: المراد به بيان التحريم الواقع بالرضاع في الحولين يحرم وفيما بعده لا يحرم، وروي ذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عمر وابن مسعود والزهري والشعبي، وقال قتادة: فرض الله تعالى على الوالدات ان يرضعن أولادهن حولين كاملين ثم انزل الله تعالى الرخصة بعد ذلك فقال تعالى: { لمن اراد ان يتم الرضاعة } يعني ان هذا يسمى الرضاع وليس فيما دونه حد محدود وانما هو على مقدار صلاح الصبي { وعلى المولود له } يعني الاب { رزقهن } يعني الطعام والادام { وكسوتهن بالمعروف } يعني على قدر اليسار لان الله تعالى عالمٌ باختلاف الناس في الغنى والفقر وجعل حق الحضانة للأم والنفقة على الاب { لا تُكلّف نفس الا وسعها } يعني لا تلزم الا دون طاقتها { لا تضار والدة بولدها } يعني لا يلحق بالأم ضرر لأجل ولدها بنزع الولد منها ودفعه الى غيرها بعد أن رضيت بارضاعه { ولا مولود له بولده } يعني الأب لا يضار بولده بالقائه اليه مضارةً، وقيل: لا تضار والدة بان تكره على الرضاع والاب بان يُلزم اكثر مما يجب عليه، قوله تعالى: { وعلى الوارث مثل ذلك } قيل: أراد وارث الصبي من الرجال والنساء على قدر النصيب من الميراث، وقيل: على الوارث ممن كان ذا رحم محرم دون غيرهم، وقيل: على الوارث يعني الصَّبي نفسه الذي هو وارث أَبيْهِ يعني ان اجرة الرضاع في ماله فان لم يكن له مال أُجبرت الأم على الرضاع { فان أرادا } يعني الوالدين { فصالاً } يعني فطاماً قبل الحولين فان لم يتراضيَا رجع الى الحولين، وقيل: فصالاً مفاصلةً بين الوالد والوالدة، قوله تعالى: { عن تراض منهما وتشاورٍ } لان الأم تعلم من تربي الصبي ما لا يعلم الاب بشرط التراضي والمشاورة { وان اردتم } ايها الآباء { ان تسترضعوا اولادكم } يعني تطلبوا مراضع لهم غير امهاتهم لإباء الام الرضاع او لعلة بهن او لانقطاع او طلب نفقة فوق الوسع او طلب النكاح او خوف الضيعة { فلا جناح عليكم } أي لا حرج عليكم ولا ضيق في ذلك { اذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف } قيل: أجرة الأم بمقدار ما ارضعت، وقيل: أجرة المسترضعة اي لا حرج عليكم { واتقوا الله } يعني معاصيه وعذابه { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً } الآية تدل على ان عدة الوفاة { أربعة اشهر وعشراً } وهذا عام الا في قوله تعالى:

السابقالتالي
2