الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَٰتٍ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَٰكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ } * { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } * { وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

{ الحج اشهر معلومات } يعني ان الاحرام فيها أفضل والأشهر هي شوال والقعدة وعشر من ذي الحجة عن ابن عباس { فمن فرض فيهن الحج } أي أوجب، قيل: بالاحرام، وقيل: بالتلبيَة، وقيل: بالعزم، وعند الشافعي بالنيَّة { فلا رفث } قيل: اراد مواعدة النساء والتعريض للجماع { ولا فسوق } قيل: ما نهي عنه المحرم من قتل الصيد وغيره، وقيل: هو السباب والتنابز بالألقاب لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سبُّ المسلم فسقٌ وقتاله كفرٌ " { ولا جدال } قيل: لا مراء مع الرفقاء والخدم، وقيل: لا شك في الحج { وتزودوا فان خير الزاد التقوى } قيل: من الطعام، وقيل: من الطاعات، وقيل: من الأعمال الصالحة قال:

اذا انت لم ترحل بزاد من التقى   ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمتَ على أن لا تكون كمثله   وانك لم ترصد كما كان راصدا
وقيل: نزلت في أهل اليمن كانوا لا يتزودون ويقولون نحن متوكلون ونحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا ويكونون كَلاً على الناس فنزلت فيهم { يا أولي الالباب } يا أولي العقول { ليس عليكم جناح } الآية، قيل: كانوا يتأثمون بالتجارة في الإحرام في صدر الإسلام ويمتنعون منها فنزلت الآية، وقيل: ان قوماً قالوا: ليس للتاجر ولا للأجير ولا للجمال حج فنزلت { فاذا أفضتم من عرفات } سميت عرفات لتعريف جبريل (عليه السلام) المناسك ابراهيم (عليه السلام)، أو لمعرفة آدم حواء هناك، أو لتعارف الناس هناك، أو لاعترافهم بذنوبهم، قوله تعالى: { فاذكروا الله عند المشعر الحرام } هو جانبا جبل المزدلفة قيل: بالتلبية والدعاء، وقيل: الجمع بين صلاة المغرب والعشاء { واذكروه كما هداكم } لدينه { وان كنتم من قبله لمن الضالين } قيل: من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { ثم افيضوا من حيث افاض الناس } قيل: الخطاب لقريش وحلفائها وهم الحُمسُ، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها وسائر الناس بعرفة ويقولون نحن أهل الله وخاصته فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله تعالى بالوقوف بعرفة وان يفيضوا كما افاض الناس قيل: الناس آدم { واستغفروا الله } من مخالفتكم في الموقف ونحو ذلك من جهلكم { فاذا قضيتم مناسككم } وما امرتم به من حجكم ومتعبَّداتكم، وقيل: الذبح { فاذكروا الله } قيل: بالتكبير أيامِ منَى، وقيل: بسائر الادعيَة، وقيل: بالتوحيد { كذكركم آباءكم } قيل: كانوا يذكرون آباءهم ومفاخرهم كان الرجل يقول: كان ابي يقري الضيف ويطعم الطعام وينحر الجزر فاعطني مثله فنزلت الآية، وقيل: كما يذكر الصبيُّ أبويه { ربنا آتنا في الدنيا } اعطنا من أموال الدنيا ابلاً وبقراً وغنماً وعبيداً ونحوه { وما له في الآخرة من خلاق } أي حظ ونصيب { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة } ، وقيل: نعم الدنيا ونعم الآخرة، وقيل: العلم والعبادة في الدنيا والجنة في الآخرة، وقيل: في الدنيا حسنة المرأة الصالحة { وفي الآخرة حسنة } الحور العين.