{ وقال الذين لا يعلمون } قيل: هم اهل الكتاب وانما نفى العلم عنهم لأنهم لم يعملوا به، وقيل: هم المشركون. { لولا يكلمنا الله } اي هلا يكلمنا الله بانك رسول الله مثل ما كلم موسى والملائكة استكباراً منهم وعتوا { كذلك قال الذين من قبلهم } أي كفار الامم الماضية. { مثل قولهم تشابهت قلوبهم } اي اشبه بعضها بعضاً في الكفر والفسق. { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } ينصفون، ويقرون أَنها آيات يجب الاعتراف بها، والاذعان لها، والاكتفاء بها عن غيرها. { إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل } الآية روي انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " ليت شعري ما فعل أبواي " ، فنهي عن السؤال عن احوال الكفرة والاهتمام بأعداء الله تعالى، وقيل: معناه تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب، وقيل: { لا تسأل عن أصحاب الجحيم } ما لهم لا يؤمنون بعد أن ابلغت جهدك في دعوتهم، فانك كذا عليك البلاغ وعلينا الحساب. { قل إن هدى الله هو الهدى } يعني ان هدى الله الذي هو الإسلام هو الهدى بالحق والذي يصح ان يسمَّى هُدى الهدى كله ليس وراءه هدى، وما يدعون الى اتباعه ما هو بهدى انما هُوَ هُوَ. { ولئن اتبعت اهواءهم } اي أقوالهم التي هي أهواء وبدع. { بعد الذي جاءك من العلم } أي من الدين المعلوم. { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } قيل: نزلت في اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آمنوا بالقرآن وصدقوا به، وقيل: فيمن آمن من اهل الكتاب كعبد الله بن سلام وغيره، وقيل: في اهل السفينة الذين قدموا مع جعفر بن ابي طالب من الحبشة وكانوا أربعين رجلاً اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من رهبان الشام. { حق تلاوته } أي يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه. { ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون } الخاسر ضد الرابح.