الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } * { قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً } * { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } * { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً }

قوله تعالى: { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } الآية نزلت في النضر بن الحارث وجماعة من قريش لما نافروا فقراء المؤمنين { قال الذين كفروا للذين آمنوا أيُّ الفريقين } يعني فريق الكفار وفريق المؤمنين { خير مقاماً } أي مجلسا وموضع إبانة { وأحسن نديّاً } أي مجلساً دائماً تفاخروا بالمال وزينة الدنيا ولم يتفكروا في العاقبة، ثم بيَّن تعالى ما لهم وما أوتوا من أسباب الدنيا لا يغني عنهم شيئاً فقال سبحانه: { وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي جماعة، قيل: هؤلاء الكافرين { هم أحسن أثاثاً } أي أمتعة وزينة { ورِءْيا } أي هيئة عن ابن عباس: وقيل: منظراً حسناً، وقيل: الأثاث متاع البيت، يعني كما لم يغني عنهم مالهم كذلك هؤلاء الكفرة { قل } يا محمد { من كان في الضلالة } عن الدين { فليمدد له الرحمن مداً } يعني أن عادة الله تعالى الافضال عليهم بالامهال إبلاغاً في الحجة { حتى إذا رأوا ما يوعدون إمَّا العذاب } قيل: عذاب الاستئصال، وقيل: عذاب وقت اليأس، وقيل: عذاب القبر { وإما الساعة } يعني إما عذاب الاستئصال في الدنيا، وإما القيامة { فسيعلمون } حين يرون العذاب { من هو شر مكاناً وأضعف جنداً } أي أقل ناصراً { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } أي يزيد المؤمنين الذين اهتدوا إلى الحق { والباقيات الصالحات } أعمال الآخرة كلها، وقيل: الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أي: { هو خير عند ربك ثواباً } من مفاخرة الكفار { وخير مردّاً } أي مرجعاً { أفرأيت الذين كفر بآياتنا } الآية نزلت في العاص، وقيل: في الوليد بن المغيرة، وقيل: هو عام { وقال لأوتيّن مالاً وولداً } أي سأُعطى مالاً وولداً { أَطلّع الغيب } ، قيل: أنظر في اللوح المحفوظ، وقيل أعلم الغيب أو قد بلغ من شأنه أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار، والمعنى أن ما ادعاه أن يؤتاه ويأتي عليه لا يتوصل عليه إلا بأحد هذين الطريقين إما علم الغيب وإما عهد من عالم الغيب، فبأيهما توصل إلى ذلك؟ أو يكون العهد توحيداً وعملاً صالحاً قدمه، قيل: وعده وعداً مؤكداً أن يعطيه المال والولد، فأجابه الله سبحانه بوجهين: أحدهما: انهم قالوا ما لم يعلموا، والثاني: انهم اعتقدوا ما جهلوا وهو نيل الثواب مع الكفر والعصيان، وروي أن الآية في الوليد والمشهور أنها في العاص بن وائل قيل: ضاع له خباب حلياً فاقتضاه الأجرة فقال: إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأن في الجنة ذهباً وفضَّة وحريراً فأنا أقضيك، ثم فإني أوتى مالاً وولداً، فنزلت الآية { كلا } ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما تصور لنفسه { سنكتب ما يقول } سنحفظ { ما يقول } ليجازى به يوم القيامة { ونمدّ له من العذاب مدّاً } أي نطول له من العذاب ما يستاهله ويزاد له عذاباً فوق العذاب، وقرأ علي (عليه السلام): " ويمد له " { ونرثه ما يقول } أي نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة من المال والولد { ويأتينا فرداً } غداً بلا مال ولا ولد، ثم بيَّن تعالى ما اتخذوه من الآلهة فقال سبحانه: { واتخذوا من دون الله آلهة } وهي الأصنام { ليكونوا لهم عزّاً } ليكونوا لهم شفعاء يوم القيامة، أو يريد بذلك العز في الدنيا { كلا } أي لا يكون ما ظنوا ردع لهم وإنكار { سيكفرون } ، قالوا: الضمير في سيكفرون للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون كقولهم:

السابقالتالي
2