الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } * { وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } * { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } * { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } * { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } * { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }

{ وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك } حكاية قول جبريل (صلوات الله عليه) حين استبطأه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وروي أنه احتبس الوحي أربعين يوماً، وقيل: خمسة عشر وذلك حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلما نزل جبريل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أبطأت عني " فنزلت { وما نتنزّل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } الدنيا { وما خلفنا } الآخرة { وما بين ذلك } ما بين النفختين وهو أربعون سنة، وقيل: ما بين أيدينا أمور الآخرة، وما خلفنا أمور الدنيا، وما بين ذلك بين النفختين، وقيل: الأرض التي بين أيدينا إذا نزلنا، والسماء التي وراءنا، وما بين السماء والأرض، والمعنى أنه المحيط بكل شيء لا يخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة { وما كان ربك نسيا } يعني لا يجوز عليه النسيان، وقيل: المعنى ما كان ربك نسيا وما كان تاركاً لك، كقوله:ما ودعك ربك وما قلى } [الضحى: 3] أو ما كان ربك نسياً لأعمال العالمين { رب السماوات والأرض } أي خالقهما وخالق ما بينهما { فاعبده واصطبر لعبادته } أي اصبر على أداء عبادته { هل تعلم له سمياً } ، قيل: مثلاً وشبهاً { ويقول الانسان أئذا ما متُّ } الآية نزلت في أُبيّ بن خلف فإنه أخذ عظماً بالياً وفتّه بيده ثم قال هذا القول، وقيل: إن الآية نزلت في مشركي قريش كانوا ينكرون البعث، فقال سبحانه: { أولا يذكر الانسان } حال ابتدائه { إنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } موجوداً { فوربك } يا محمد أو أيها السامع { لنحشرنهم والشياطين } ، قيل: نحشرهم من قبورهم مقرونين بأولياء من الشياطين { ثم لنحضرنهم } يعني الخلق والشياطين { حول جهنم } يعني عرصات القيامة { ثم لننزعن من كل شيعة } أي من كل أمةٍ وطائفة { أيّهم أشدّ على الرحمن عتياً } قيل: فجوراً وكذباً { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صِليّاً } أي هو عالم لذاته لم يزل ولا يزول، ثم بين تعالى أحوالهم يوم الحشر فقال سبحانه: { وإن منكم إلاَّ واردها } اختلفوا في هذا الورود على أقوال: أحدها: ان المراد به الدخول، أي ما من أحد إلا وهو داخله، ودلوا عليه بقوله تعالى: { ثم ننجِّي الذين اتقوا } فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، وقيل: أراد بالورود الدخول عليها والإِشراف عليها لا الدخول فيها كقوله:ولما ورد ماء مدين } [القصص: 23]، وقيل: هو الجواز على الصراط لأن الصراط ممدود عليها، وعن مجاهد ورود المؤمن على النار وهو مسّ الحمأ جسده في الدنيا لقوله: الحمأ من فيح جهنم، وفي الحديث: " الحمأ حظ كل مؤمن من النار " وقيل: هو خطاب للكفرة خاصة { ثم ننجي } ابتداء وليس بعطف { ونذر الظالمين في جهنم جثيّاً } جاثيين على الركب.