الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ كۤهيعۤصۤ } * { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } * { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } * { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } * { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } * { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }

{ كهيعص } ، قيل: اسم السورة عن الحسن، وقيل: إسم من أسماء الله، وعن علي (عليه السلام) أنه كان يقول: " يا كهيعص " وقيل: هو من أسماء الله تعالى فالكاف من كافي وكريم، والهاء من هادي، والياء من رحيم وحكيم، والعين من عليم وعظيم، والصاد من صادق { ذكر رحمة ربك } أي هذا المتلوّ من القرآن { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } وإنما قدم رحمة لأن الذكر سبب الرحمة، وقيل: ذكره لمحمد وأمته أخبار زكريا ليعلموا شأنه، والرحمة النعمة، وقيل: زكريا نفسه رحمة من الله على المؤمنين من حيث دعاهم واقتدوا به { إذ نادى ربه } أي دعاه في محرابه { نداء خفيَّاً } قيل: سراً، وقيل: أخفاه عن قومه لأنه أقرب إلى الإِجابة لأنه أفضل، ثم بيَّن تعالى ما دعا به فقال: { رب } أي يا رب { إني وهن العظم مني } أي ضعف لأنه عمود البدن وبه قوامه ولأنه أشد ما فيه وأصلبه، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن، واختلف في سن زكريا (عليه السلام) فقيل: ستون، وقيل: خمس وستون، وقيل: سبعون، وقيل: خمس وسبعون، وقيل: خمس وثمانون { واشتعل الرأس شيباً } ، قيل: عمّ الشيب وقرب الموت، شبّه الموت بشواظ النار في بياضه { ولم أكن بدعائك رب شقيَّاً } ، قيل: عوّدتني الإِجابة لدعائي فيما مضى وما خيَّبتني فأجبني إذا دعوتك، وذلك أنه توسل إلى الله بما سلف من الإِستجابة، وعن بعضهم أن محتاجاً سأله وقال: أنا الذي أحسنت إليَّ وقت كذا، وقال: مرحباً بمن توسل بنا إلينا وقضى حاجته { وإني خفت الموالي من ورائي } من بعدي يعني خشيت على الدين أن يبدّلوه ويغيروه، وقيل: أن يرث علمي من لا يكون من نسلي، وقيل: أراد بالموالي العصبة { وكانت امرأتي عاقراً } لا تلد { فهب لي من لدنك وليَّاً } أي ولداً يكون لي ناصراً على القيام لحفظ الدين في حياتي { يرثني ويرث من آل يعقوب } العلم والنبوة والدين، قيل: هو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، وقيل: يعقوب بن ماثان أخو زكريا (عليه السلام)، وقيل: يعقوب هذا وأبو مريم ثم عمران أخوان من نسل سليمان بن داوود { واجعله رب رضيَّاً } ، قيل: نبياً، وقيل: صالحاً، وعن علي (عليه السلام): " ويرث من آل يعقوب أي يرتقي " وكان زكريا (عليه السلام) من نسل يعقوب بن اسحاق.