الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } * { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً } * { قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً } * { فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } * { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } * { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } * { قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } * { قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } * { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } * { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً }

{ فلما جاوزا } ذلك المكان وألقى الله على موسى الجوع ليذكر حديث الحوت { قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } تعباً { قال له } صاحبه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً } أي مسلكاً عجباً، قيل: هذا من كلام يوشع أي عجبت من ذلك عجباً، وقيل: هو من كلام موسى، وقيل: إنجاز الماء عن مسلك الحوت فصار كوَة لا يلتام، وقيل: كان لا يسير شيء من البحر إلا يبس { قال ذلك ما كنا نبغ } نطلب { فارتدا على آثارهما قصصاً } { فوجدا عبداً من عبادنا } عند الصخرة قيل: هو الخضر، وسمي خضراً لأنه قعد على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء، وقيل: كان إذا صلى اخضرّ ما حوله { قال له موسى هل أتّبعك على أن تعلمني مما علِّمت رشداً } أي علماً ذا رشد أرشد به في ديني { قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً } يعني لا تعجل بالسؤال حتى أحدث لك منه ذكراً، يعني أنا أكون المخبر بذلك، فشرط موسى من نفسه الصبر وترك التعرض للسؤال وربما قد يكون الصلاح في تركه ولذلك قال تعالى:لا تسألوا عن أشياء } [المائدة: 101] { فانطلقا } ذهبا يسيران يطلبان سفينة يركبانها، وقيل: مشيا على ساحل البحر { حتى إذا ركبا في السفينة } ، قيل: لمّا ركبا في السفينة قال أهل السفينة: هم لصوص، قال صاحب السفينة: ما هم لصوص لكني أرى وجوه الأنبياء، وقيل: إنهم عرفوا الخضر فأركبوه بغير عوض فلما نجحوا أخذ الخضر الفأس فخرق السفينة بأن قلع لوحاً من ألواحها مما يلي الماء فجعل موسى يسد الخرق ببنانه ويقول: { أخرقتها لتغرق أهلها } لتغرق قرئ بالياء والتاء قراءة نافع { لقد جئت شيئاً إمراً } أي أمراً منكراً، وقيل: ذا هيئة عظيمة، قال الغلام: { ألم أقل إنك لن تستيطع معي صبراً } فتذكر موسى ما بذل من الشرط فقال متعذراً: { لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً } ، قيل: لا تعجلني، وقيل: لا تغشني من أمري عسراً، وقيل: ساهلني ولا تلحق بي عسراً.