الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً } * { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } * { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً } * { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنْذِرُواْ هُزُواً }

قوله تعالى: { ويوم يقول } الله تعالى { نادوا شركائي الذين زعمتم } إنهم شركاء، قيل: أراد الشياطين، وقيل: الأوثان، وهذا كله توبيخ { فلم يستجيبوا لهم } لأن الأصنام تعجز عن الجواب أو أراد عيسى وعزير { وجعلنا بنيهم موبقاً } أي وادٍ في جهنم، وقيل: عداوة بين الأوثان وعبدتها، وقيل: بين أهل الهدى والضلال { ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها } يعني أيقنوا أنهم مخالطوها { ولم يجدوا عنها مصرفاً } أي موضعاً ينصرفون إليه { ولقد صرفنا } بيَّنا { في هذا القرآن للناس من كل مثل } من نوع واحد وأنواع مختلفة ليتفكروا فيها { وكان الإِنسان أكثر شيء جدلاً } الآية نزلت في أبي خلف والجدال الخصومة بالباطل { وما منع الناس أن يؤمنوا } الآية، نزلت في أهل مكة { إذ جاءهم الهدى } أي ما منعهم وهذا استفهام والمراد به الإِنكار كأنه قال: لا شيء يمنعهم من الاهتداء فقد جاءهم الهدى ولا عذر لهم في تركه { إلا أن تأتيهم سنة الأولين } هذا ليس استثناء حقيقي أراد به أنه لا مانع لهم أصلاً سنة الأولين، يعني طريقة الله في هلاك من عصاه { أو يأتيهم العذاب قبلاً } يعني عياناً، وقيل: فجأة { وما نرسل المرسلين إلاَّ مبشرين ومنذرين } يعني بعث الرسل بالوعد للمحسن والوعيد للمسيء { ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا } يخاصموا به { الحق } ، قيل: ليزيلوا الحق عن قراره وهكذا إعادة المبطل { واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً } هو القرآن وكانوا يستهزئون به.