الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } * { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } * { مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } * { وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } * { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً } * { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } * { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } * { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً }

{ الحمد لله } أمرٌ من الله على نعمه في الدين { الذي أنزل على عبده الكتاب } يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { ولم يجعل له عوجاً } ، قيل: ملتبساً، وقيل: مختلفاً حتى يكون بعضه حقاً وبعضه باطلاً... وبعضه محدثاً { قيماً } على سائر الكتب يصدقها وينفي الباطل عنها، وقيل: جعله قيماً دائماً، والقيّم: الذي لا تناقص فيه ولا فساد { لينذر بأساً شديداً } أي عذاباً شديداً لمن كفروا { ويبشر المؤمنين } المصدّقين { الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً } يعني الثواب الدائم، وقيل: الأجر الحسن الجنة { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً } ، قيل: هم قريش قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله { كبرت كلمة } عظمت هذه الكلمة عند الله { تخرج من أفواههم } { فلعلك } يا محمد { باخع نفسك } أي مهلك نفسك غيظاً وحسرة { على آثارهم } أي بعد موتهم، وقيل: على الدين، وقيل: باخع نفسك قائل على آثارهم على أدبارهم عنك وتكذيبهم إياك { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } يعني القرآن أسفاً حزناً، وقيل: غيظاً { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } أي حلية قيل: هي الأشجار والأنهار، وقيل: الذهب والفضة والأواني والدواب والمواشي وسائر ما ينتفع به، وقيل: أراد به الرجال خاصة { لنبلوهم } أي نعاملهم معاملة المبتلي والابتلاء والامتحان والاختيار نظائر، وقيل: الابتلاء فيه أن يستعمل تلك الزينة في طاعته دون معاصيه { أيهم أحسن عملاً } يعني يكون الجزاء على قدر الأعمال { وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } يعني مخربون الأرض بعد عمارتها { صعيداً } تراباً، وقيل: الصعيد وجه الأرض، وقيل: الأرض المستوية، والجرز: اليابس الذي لا ينبت فيه، وقيل: الأرض المحصودة مما كان عليها.