الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } * { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } * { وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }

{ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } { قل الله أعلم بما لبثوا } ، قيل: بيّن مقدار لبثهم ثم قال: ان جاءك أهل الكتاب فقل الله أعلم بما لبثوا فوجب الرجوع إلى غيره، وقيل: الله أعلم بما لبثوا إلى الوقت الذي نزل القرآن فيه، وقيل: الله أعلم بما لبثوا إلى أن ماتوا { له غيب السماوات والأرض } يعني أنه عالم الغيب { أبصر به وأسمع } ، قيل: معناه ما أسمعه للمسموعات وأبصره للمُبصرات فلا يخفى عليه شيء من ذلك { أبصر به وأسمع } يعني لا يستعين به وقيل: { لا يشرك في حكمه أحداً } منهم، يعني أحداً في خلقه والانعام عليهم، وقيل: أراد الأوثان لم يشركهم في الإِلهية { ولن تجد من دونه ملتحداً } ، قيل: ملجأ { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } الآية نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمر وغيرهم من فقراء المسلمين وذلك أن قوماً من فقراء الكفر قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أجلسنا في صدر الملجلس، واطرد عنا هؤلاء وأرواح جباتهم وكانت جباتهم من صوف جلسنا اليك فإنا ان نسلم تسلم الناس من بعدنا، والله ما يمنعنا إلا هؤلاء فنزلت، وقيل: نزلت في أهل الصفة فلما نزلت الآية قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " { بالغداة والعشي } دائبين على الدعاء في كل وقت، وقيل: أراد صلاة الفجر والعصر { يريدون وجهه } أي عظمته ورضاه { ولا تعد عيناك عنهم } أي أقبل اليهم ولا تنحاز عيناك عن هؤلاء المؤمنين ولا تبصر هؤلاء المشركين { تريد زينة الحياة الدنيا } ، قيل: مجالسة الأشراف، وقيل: هو نهي للتعرض بهذه الحالة لا حكم بأنه أراد زينة الحياة وذلك إكرام من الله تعالى للمؤمنين بأن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يختارهم { ولا تطع من أغفلنا قلبه } صادفنا قلبه غافلاً، وقيل: نسبناه إلى الغفلة وحكمنا عليه بذلك، وقد أبطل الله توهم المحبرة بقوله: { واتَّبع هواه } ، قيل: هو أميَّة بن خلف المخزومي، وقيل: عام في جميع الكفار نهاه عن اتباع مرادهم، واتبع هواه أي لم يتبع الحق { وكان أمره فرطاً } ، قيل: مخالفاً للحق، وقيل: مسرفاً.