الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } * { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً } * { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً }

{ وكذلك بعثناهم } أي أيقظناهم من رقدتهم { ليتساءلوا بينهم } يعني يسأل بعضهم بعضاً، ويتعرفون حالهم، وما صنع الله بهم { قال قائل منهم كم لبثتم } في نومكم { قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم } ، قيل: أخبروا بذلك عن غالب ظنهم ولذلك وقع السؤال لأن النائم لا يعلم مقدار لبثه، وقيل: إنهم دخلوا غدوة وناموا واستيقظوا في آخر النهار رأوا الشمس فقالوا: { أو بعض يوم } ، وقيل: دخلوا الكهف بعد زوال الشمس وانتبهوا في آخر النهار { ربكم أعلم بما لبثتم } إنكاراً عليهم من بعضهم وأن الله أعلم بمدة لبثهم، وقيل: رئيسهم لما سمع الاختلاف بينهم قال ذلك، وقيل: نظروا إلى أظفارهم وشعورهم فعلموا أن لبثهم أكثر من يوم فقالوا: { ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم } يعني أرسلوا احدكم، وقيل: يمليخا صاحب نفقاتهم، والورق الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة { هذه إلى المدينة } هي التي أخرجوا منها، قيل: تسمى إقسوس { فلينظر أيُّها أزكى طعاماً } أي لينظر هذا الذي بعثوه الى أطعمتهم { أيها أزكى } أجل وأطيب وأكثر وأرخص، وقيل: أحلّ ذبيحة لأن عامتهم كانوا مجوساً وفيهم قوم مؤمنون يخفون إيمانهم عن ابن عباس وسعيد بن جبير { وليتلطَّف } في أمر المبايعة حتى لا يعين أو في أمر التخفي حتى لا يعرف { ولا يشعرنَّ بكم أحداً } أي لا يعلمن بكم أحداً كيلا يفتِنَهم، وأخبروا عن أهل البلد عن غالب ظنهم { إنهم إِن يظهروا عليكم } يعلموا مكانكم أهل المدينة وأصحاب الملك { يرجموكم بالحجارة } يعني يقتلوكم ويؤذوكم { أو يعيدوكم } يردوكم { في ملّتهم } في دينهم { ولن تفلحوا إذاً أبداً } إن عدتم في ملتهم { وكذلك أعثرنا عليهم } أي أطلعنا عليهم أهل البلد حتى رأوهم وعلموا حالهم { ليعلموا أن وعد الله حق } أي ليستدلوا بحالهم على صحة البعث وإن وعد الله بإحياء الخلق بعد الموت حق فيعلمون ذلك، ومتى قيل: لم أضاف العثور عليهم اليه؟ قالوا: لأن أهل البلد إنما عثروا عليهم بألطافه فيستدلوا بذلك على صحة البعث { وإن الساعة لا ريب فيها } أي القيامة لا شك فيها { إذ يتنازعون بينهم } ، قيل: لما ظهروا عليهم أماتهم الله تعالى فاختلفوا قال المسلمون: نتخذ عليهم مسجداً فهم على ديننا، وقال المشركون: هم على ديننا وهذا تنازعهم، وقيل: يتنازعوا المسلمون والكفار في البعث، وقيل: تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم، وقيل: في عددهم، وقيل: قال بعضهم: ماتوا في الكهف، وقال بعضهم: عادوا نياماً { فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم } أحياء أم نيام، وقيل: لما رأوهم عادوا نياماً، وقيل: بل ماتوا، وقيل: لا يموتون إلى يوم القيامة، وقيل: هذا من كلام المتنازعين في أمرهم، أو من كلام الله عز وجل رد لقول المخلصين، أو من الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { قال الذين غلبوا على أمرهم } ، قيل: الملك المسلم وأصحابه، وقيل: رؤساء البلد { لنتخذنَّ عليهم مسجداً } أي متعبداً أو موضعاً للسجود والعبادة اتخذوا على باب الكهف مسجداً يصلي فيه المسلمون.