الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } * { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } * { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } * { وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً } * { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } * { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }

{ نحن نقصّ عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } { وربطنا على قلوبهم } أي شددنا عليها بالألطاف { إذ قاموا } بين يدي الجبار دقيانوس صرخوا بإبطال الشرك وأثبتوا التوحيد { فقالوا ربّنا ربُّ السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا } علواً في الكذب والبطلان { هؤلاء قومنا } يعني أهل بلدنا { اتخذوا من دونه } آلهة وهي الأصنام { لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن } أي هلا يأتوا على ما وصفوا وعبدوا حجة واضحة { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } أي لا أحد أظلم ممن افترى فيضيف اليه ما لا يليق به { وإذ اعتزلتموهم } خطاب من بعضهم لبعض حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم، يعني وإذ اعتزلتموهم واعتزلهم معوذتهم، قال في الحاكم: ويدل على أن الاعتزال اسم مدح لذلك وصفهم به وإذ اعتزلتموهم، وفي قصة ابراهيم واعتزلكم { فأووا إلى الكهف } اجعلوه مسكناً، وقيل: قالوا: ادخلوا الكهف كيلا يلحقكم الطلب، وروي أنهم دخلوا وناموا للتعب الذي لحقهم { ينشر لكم ربكم من رحمته } أي يبسط عليكم من نعمته، وقيل: خرجوا من غير زاد توكلاً على الله فكفاهم الله أمر المطعم والمشرب { ويهيّء لكم } أي يسهل لكم { مرفقاً } ترفقون به في معاشكم، وقيل: رزقاً رغداً { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } يعني أنها تجوزهم منحرفة عنهم لا يقع عليهم منها شيء، وقيل: ان الشمس تميل عنهم في طلوعها وغروبها مع أنهم في مكان واسع { ذلك من آيات الله } أي ما صنع بهم من ازورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة إنه من آيات الله { من يهد الله فهو المهتد } ثنى عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له فلطف بهم وأعانهم، وكذلك من اهتدى فإنه يهديه الى ثوابه وكرامته ومن يضلل عن نيل ثوابه وجنته فلا يكون له ولي ولا ناصر { وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود } منتبهين وهم نيام لكثرة تقليبهم { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } ، قيل: لهم تقليبتان في السنة، وقيل: تقليبة واحدة في يوم عاشوراء، وقيل: نقلبهم يميناً ويساراً، وقيل: كانت أعينهم مفتوحة، وينفسون ولا يتكلمون عن أبي علي، وقيل: يقلبون مرة على الجنب الأيمن ومرة على الجنب الأيسر لئلا يؤذيهم { وكلبهم } ، قيل: كلب صاحبهم لونه أنمر، وقيل: أصفر، قيل: اسمه ريان، وقيل: قطفير { باسط ذراعيه بالوصيد } الباب، وقيل: عتبة الباب، قوله تعالى: { لو اطلعت عليهم لولَّيت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً } وهو الخوف الذي يرعب الصدور أي يملأه، وذلك لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة، وقيل: طول أظفارهم وشعرهم.