الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } * { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً } * { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } * { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } * { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } * { قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً } * { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }

{ وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً } الآية نزلت في جماعة من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وابي سفيان، والأسود بن اميَّة، والعاص بن الوليد والنضر بن الحارث، اجتمعوا عند الكعبة وقال بعضهم لبعض: ابعثوا الى محمد وكلموه وخاصموه، فبعثوا اليه أن اشراف قومك اجتمعوا لك، فبادر... انه بدا لهم في أمره وكان حريصاً على دعائهم، فقالوا: يا محمد انا دعوناك لنعذر اليك ما نعلم رجلاً أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، شتمت الآباء، وعبت الدين، وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، فان كنت جئت بهذا تطلب مالاً أعطيناك، وان تطلب الشرف... فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما بذلك أمرت " ، فقالوا: إذاً ليس أحد أضيق بلداً منَّا، فتسأل ربك يسيّر هذه الجبال ويجري الأنهار كأنهار الشام والعراق، وابعث لنا من مضى، وليكن فيهم قصي فانه شيخ صدوق، فنسأله عما تقول أحق أم باطل؟ فقال: " ما بهذا بعثت " فقالوا: سل ربك يبعث لنا ملكاً يصدقك ويجعل لنا جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب، فقال: " ما بهذا أمرت " فقالوا: فاسقط علينا السماء كما زعمت ان ربك ان شاء فعل ذلك، فقال: " ذلك الى الله تعالى " فقالوا: انا لن نؤمن { أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً } فقام (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم، وقال تعالى حاكياً عنهم: { فتفجر الأنهار خلالها } وسطها { تفجيراً } { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً } أي قطعاً كما زعمت كما خوفتنا به، { أو تأتي بالله والملائكة قبيلا } مقابلة نعاينهم، وقيل: مجتمعين كما تجتمع القبائل { أو يكون لك بيت من زخرف } من ذهب، وقرأ ابن مسعود من ذهب شاذ { حتى تنزل علينا كتاباً } من السماء فيه تصديقك { قل } يا محمد { سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً } يعني لم يؤمنوا واعتلوا بان الرسول لا يكون من البشر وهذا جهل لأن الاعتبار بالمصالح لا يصح، ولأنه لو أتاهم ملك لكانوا يقولون أتانا من غير الجنس، { وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جاءهم الهدى } أي الدلائل، وقيل: أراد القرآن { الا ان قالوا أبعث الله بشراً رسولاً } { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين } ساكنين قاطنين { لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً } منهم { قل } يا محمد لهم { كفى بالله شهيداً بيني وبينكم } بأني رسول اليكم، وقيل: يشهد له يوم القيامة { انه كان بعباده خبيراً بصيراً }.