الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } * { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } * { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } * { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }

{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } ، قيل: الأحسن ما أمر الله من توحيده وإجابة رسوله، وقيل: هي كلمة الأحسن وإظهار الشهادة، وقيل: هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإِنسان عدواً مبيناً } بين عدوانه { ربكم أعلم بكم } أي بأعمالكم وضمائركم فيجازيكم بها { ان يشأ يرحمكم } بالتوبة { أو إن يشأ يعذبكم } ، وقيل: أراد به أنه المالك للعذاب والرحمة { وما أرسلناك عليهم وكيلاً } يعني حفيظاً على أعمالهم، وقيل: ربّاً موكلاً إليك أمورهم تقسرهم على الاسلام وتجبرهم عليه، وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً { وربك أعلم بمن في السماوات والأرض }: وبأحوالهم { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } أشار إلى تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله: { وآتينا داوود زبوراً } دلالة على تفضيله وهو أنه خاتم الأنبياء وأن أمته خير الأمم لأن ذلك مذكور في زبور داوود، قال تعالى: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } هم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمته، وروي أن زبور داوود مائة وخمس سور ليس فيها حكم ولا فرض بل نبأ ووعظ { قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله { ادعوا الذين زعمتم من دونه } ، قيل: أراد الملائكة والمسيح وعزير، وقيل: أراد الأصنام { فلا يملكون كشف الضر عنكم } لأنها لا تملك نفعاً ولا ضراً { ولا تحويلاً } إلى غيركم، قيل: هو ما أصابهم من القحط سبع سنين، وقيل: هو عام في كل ضر { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } أي يطلبون القربة إلى الله تعالى بفعل الطاعات { أيهم أقرب } أي لتظهر أيّهم أفضل { ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً } إن حقه أن يحذر منه لصعوبته { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها } يعني بموت أهلها وانقراضهم، وقيل: أراد أهل قرية بإهلاكهم كقوله:واسْأل القرية التي كنا فيها } [يوسف: 82]، قيل: هذه الآية عامة في جميع القراء، والله يميت أهلها ويعذبهم عقوبة، وقيل: أما الصالحة بالموت وأما الطالحة بالعذاب، وقيل: مهلكوها بالموت { أو معذبوها } بعذاب الاستئصال عقوبة، قوله تعالى: { كان ذلك في الكتاب مسطوراً } مكتوباً في اللوح المحفوظ، وقيل: الكتاب الذي كتب للملائكة من أخبار عباده، وقيل: فيما أنزل من الكتب { وما منعنا أن نرسل بالآيات } المنقوحة بالمعنى لا نرسلها { إلا تخويفاً } من نزول العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة، فإن لم يخافوا وقع عليهم، وإن أرادوا غيرها فالمعنى وما نرسل من الآيات كآيات القرآن { إلا أن كذب بها الأولون } إلا تخويفاً وإنذار بعذاب الآخرة، وقيل: أراد بالآيات التي سألتها قريش من تحويل الصفا ذهباً وغيرها، لأنا لو أرسلنا ثم كذبوا أهلكناهم، وقيل: لأنه علم أن فيهم من يؤمن ويلد مؤمناً، وقيل: أراد بقاء هذه الأمة وتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة { وآتينا ثمود الناقة } يعني قوم صالح { مبصرة } ، قيل: مبينة عندهم، وقيل: مبصرة تبصر الناس لما فيها من العِبَر والهدى من الضلالة { فظلموا بها } يعني كفروا بتلك الآية، وقيل: ظلموا أنفسهم بقتلها { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } للعباد ليؤمنوا.