الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } * { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } * { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } * { ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } * { مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } * { وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً }

قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } أي إلى الطريقة التي هي أشد استقامة وذلك دين القيمة وهو دين الاسلام { ويبشر المؤمنين } يخبرهم بما يسرهم { ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولاً } يعني يدعو على نفسه وولده عند غضبه فيقول: اللهم العنه واغضب عليه كما يدعو بالخير بأن يوهب له النعم والأولاد، ولو استجاب الله دعاءه لأهلكهم، وقيل: أن يدعو الله بالشر عند غضبه على نفسه وأهله وماله كما يدعو لهم بالخير لقوله: { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } ، وقوله: { وكان الانسان عجولاً } أسرع إلى طلب ما يكون في قلبه ويخطر بباله وهو النضر بن الحارث { وجعلنا الليل والنهار آيتين } يعني نور النهار وظلمة الليل، وقيل: الشمس آية النهار، والقمر آية الليل { فمحونا آية الليل } أي جعلناها لا تضيء كما تضيء الشمس لأنها مظلمة، وقيل: محو القمر السواد الذي فيه عن علي وابن عباس { وجعلنا آية النهار مبصرة } مضيئة { لتعلموا عدد السنين والحساب } أي لتعلموا التواريخ والسنين والأشهر والأيام والآجال، ولولا الليل والنهار لما علم شيئاً من ذلك { وكل شيء فصّلناه تفصيلاً } بيّناه تبيينا { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } عمله، يعني أن عمله لازم له { ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } أي ينشر له ويعرض عليه حتى يقرأه جميعه ويعلم ما فيه، قال قتادة: يقرأ في ذلك اليوم من لا يقرأ { ولا تزر وازرة وزر أخرى } أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } ، قيل: أراد عذاب الاستئصال فإن عادة الله تعالى لا يعذب حتى يبعث رسولاً { ففسقوا فيها فحقّ عليها القول } فتقديره إذا حكمنا بهلاك قرية أمرنا مترفيها على لسان الرسل بالطاعة فإذا فسقوا حقّ عليهم أي القول الذي أردناه بإهلاكهم، وقيل: أن في الآية تقديم وتأخير وتقديره إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة ففسقوا عن أمرنا وعصوا حق عليهم القول أردنا عند ذلك إهلاكهم فأهلكناهم، وقيل: أن جواب إذا محذوف وتقديره { إذا أردنا أن نهلك قرية } قد كنا أردنا { أمرنا مترفيها } بالطاعة { ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرناها } وأحللنا بهم ما نريده عن أبي مسلم، ومتى قيل: ما معنى المترفين ولم خصّهم بالذكر؟ قالوا: معناه المتنعمين وخصّهم بالذكر لأنهم الرؤساء وعليهم مدار الأمر وحكم للبلد ثابت ومن عداهم تبع لهم كفرعون وقومه فصار فسقه بفسقهم.