الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

{ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } ، قيل: تهجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات ليلة بمكة وكان يقول: يا رحمان يا رحيم، فقال المشركون: كان يدعو إلهاً واحداً والآن يدعو إلهين؟! فنزلت الآية، وقيل: قال المشركون: أما الرحيم فنعرفه وأما الرحمان فلا نعرفه: فنزلت { أيَّاً ما تدعو } يعني بأي الاسمين دعوته لأن جميع ذلك يفيد التعظيم { فله الأسماء الحسنى } يعني جميع أسماؤه حسن لأن الأسماء عن أفعاله أو عن صفاته فمن وصفه بصفة ذاته فكونه قادر عالم حي قديم أو بصفات ترجع إلى أفعاله وكلها حسنة كقوله: خالق ورازق وعدل ومحسن ومنشئ { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً } ، قيل: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رفع صوته بالقرآن فمنعه المشركون وسبوا القرآن، وقيل: كان يجهر بقراءته القرآن فقالوا: لا تجهر بالقرآن بالمسجد فتؤذي آلهتنا فتهجو ربك فنزلت الآية، وقيل: كان يصلي في دار أبي سفيان بن حرب عند الصفا ويجهر بصلاته فمرّ به أبو جهل، فقال: لا تفتري على الله فخفض صوته فقال: أفلا يرون كيف رددته فنزلت الآية، ومعنى لا تجهر بصلاتك كلها { ولا تخافت بها } كلها { وابتغ بين ذلك سبيلاً } بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، روي ذلك عن الهادي (عليه السلام)، وقيل: لا تجهر بصلاتك عند من يؤذيك، وابتغ: أي اطلب، بين ذلك سبيلاً: طريقاً وهو ما أمرك الله تعالى { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك } ، قيل: قالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى، المسيح ابن الله، وقالت الأعراب: لبيك لا شريك لك إلا شريك لك هو لك، وقالت المجوس: لولا أولياء الله لذل، ومعنى شريك في الملك: أي في الإِلهية { ولم يكن له ولي من الذل } أي ناصر { وكبّره تكبيراً } أي عظّمه تعظيماً وقل في الصلاة الله أكبر.