الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } * { وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } * { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

{ فهو وليّهم اليوم } حكاية الحالة الماضية الذي كان يزين لهم الشيطان أعمالهم { وما أنزلنا عليك الكتاب } يعني القرآن { إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } من الدين والأحكام والمختلفون هم أهل الملل والأهواء وهدى لمن اهتدى به إلى الجنة { ورحمة } والرحمة ثواباً ومغفرة { لقوم يؤمنون } يصدقون { والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون } سماع انصاف وتدبير، لأن من لم يسمع بقلبه فكأنه أصم لم يسمع، قوله تعالى: { وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم } قرئ بفتح النون وضمّها { من بين فرث ودمٍ لبناً خالصاً } أي خلق الله اللبن وصدّ بين الفرث والدم وبينهما برزخ من قدرة الله لا يبغي أحدهما عليه بلونٍ ولا طعمٍ ولا رائحة بل هو خالص من ذلك كله، قيل: إذا أكلت البهيمة واستقر في كرشها طبخته فكان أسفله فرثاً وأوسطه لبناً وأعلاه دماً، والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة، بجري الدم في العروق، واللبن في الضرع، ويبقي الفرث في الكرش، فسبحان الله العظيم ما أعظم قدرته { سائغاً } سهل المرور في الحلق، ويقال: لم يغظ أحد باللبن قط { ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً } ، قيل: السكر ما حرَّم الله من الشراب كالخمر، والحسن ما أحلّ منه كالرب والخل والتمر والزبيب، والخمر حرام قلم يبق إلا المطبوخ { وأوحى ربك إلى النحل } ألهمها بالقذف في قلوبها وتعليمها على وجه هو أعلم { أن اتخذي من الجبال بيوتاً } أي مساكن { ومن الشجر ومما يعرشون } ما يبتنون، وقيل: ما يثبتون للنحل من الجبال والشجر والبيوت، والضمير في يعرشون للناس { ثم كلي من كل الثمرات } يعني كل ثمرة تشتهيها { فاسلكي سبل ربك ذللاً } أي الطرق التي أفهمك وألهمك في عمل العسل، وقيل: إذا أكلت الثمرات في المواضع البعيدة من بيوتك فاسلكي إلى بيوتك راجعة سبل ربك { يخرج من بطونها شراب } هو العسل تلقيها من فيها وعن علي (عليه السلام): " العسل وصيم الذباب " ، فعلى هذا تلقيه من أسفلها { مختلف ألوانه } أبيض وأصفر وأحمر، وقيل: الأبيض من العسل تلقيه الشباب، والأصفر تلقيه الكهول، والأحمر تلقيه الشيب منها { فيه شفاء للناس } وعن عبد الله بن مسعود: " العسل شفاء من كل شيء والقرآن شفاء لما في الصدور، فعليكم بالشفاءين القرآن والعسل "..