الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ }

{ ويجعلون لما لا يعلمون } يعني هؤلاء المشركين، قيل: بصرف الكناية إلى المشركين لا يعلمون، وقيل: تعود إلى الأصنام، ومعنى لا علم لها أنهم سموها آلهة، ويعتقدون فيها أنها تضر وتنفع وتشفع عند الله، وهي جماد لا تضر ولا تنفع، وقيل: الضمير في لا يعلمون للآلهة أي لأشياء غير موصوفة بالعلم ولا يشعروه اجعلوا لها { نصيباً } في أنعامهم وزروعهم أم لا، وكانوا يجعلون ذلك لهم تقرباً إليهم { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } وعيدٌ لهم، يعني تفترون من الإِفك في زعمكم أنها آلهة، قوله تعالى: { ويجعلون لله البنات } كانت خزاعة وكنانة يقولون الملائكة بنات الله { سبحانه } تنزيهاً لذاته { ولهم ما يشتهون } يعني النبيين { وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوّداً وهو كظيم } مملوٌّ حنقاً على المرأة { يتوارى من القوم من سوء ما بشر به } يستخفي منهم من أجل سوء المبشّر به، ومن أجل تعييرهم، وينظر الممسك ما بشّر به { أيمسكه على هون } على هوان وذلّ { أم يدسّه في التراب } ويخفيه، والذي فعل ذلك مضر، وكنانة، وخزاعة، وتميماً، كانوا يدفنون البنات خوف الفقر { ألا ساء ما يحكمون } في دفن البنات { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء } ، قيل: النار، وقيل: صفة الجهل والكفر { ولله المثل الأعلى } مثل الصفات العلى والأسماء الحسنى { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم } أي لو يعجل عقوبتهم على ظلمهم وكفرهم { ما ترك عليها } على الأرض { من دآبَّة } أي من حيوان يدب، فإن قيل: هذا الظالم يستحق العقوبة بظلمه فما بال سائر الحيوانات يؤاخذوا؟ قالوا: عذاباً للظالم، ومحبَّة لغير الظالم، هو كالأمراض النازلة بالمؤمنين، وعن أبي هريرة أنه سمع رجلاً يقول: أن الظالم لا يضر إلا نفسه، فقال: بلى والله، حتى الحبارى تموت في كورها بظلم الظالم، وذلك أن شؤم ظلمهم يمسك المطر، ويضيق الرزق، فيؤدي إلى هلاك الحيوان، وقيل: ما ترك على ظهرها من دابة من أهل الظلم والشرك { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } وقت معلوم وهو الموت { فإذا جاء أجلهم } وقت الموعد { لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } { ويجعلون لله ما يكرهون } لأنفسهم من البنات، وقيل: يضيفون اليه ما يكرهون إضافته، وقيل: يضيفونه بأن له ولد { وتصف ألسنتهم الكذب } يعني يكذبون فيما يقولون { أن لهم الحسنى } ، قيل: الجنة في الآخرة إن كان محمد صادقاً في البعث، وقيل لهم: من الله المنزلة الحسنة وقيل لهم: الصفات الجميلة { لا جرم } وعيد مقطوع به معناه حقّاً لهم النار، وقيل: بل { إن لهم النار } ، وقيل: لا بد ولا محالة { وانهم مفرطون } مقدمون إلى النار معجلون اليها من أفرط فلاناً ومن قرأ بالكسر والتخفيف من أفرط بالمعاصي والتشديد من التفريط في الطاعة وما يلزمهم.