الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } * { يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }

قوله تعالى: { وعلى الله قصد السبيل } أي عليه بيان قصد السبيل، عن ابن عباس: أي بيان الهدى من الضلال، قال جابر: أراد بيان الشرائع والفرائض، وقيل: بيان الذي كلف الخلق، وقيل: على الله بيان سبيل الجنة فمتى بيّنه ولم يعمل به فقد أتى من جهة نفسه { ومنها } الكناية ترجع إلى السبيل { جائر } ، قيل: من السبيل ما هو جائر أي عادل عن الخلق، جائر عن طريق الهدى، والجائر اليهودية وأنواع الكفر، وقصد السبيل الإِسلام، وقيل: الجائر البدع والأهواء { ولو شاء لهداكم أجمعين } ، قيل: بالانجاء إلى الهدى، وقيل: هو بمعنى القدرة { هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه } فيه { شراب } أي ماء شراب، وقيل: هو شراب { فيه تسيمون } أي ترعون أنعامكم وترسلونها في المراعي { ينبت لكم } أي لأجلكم { به } أي بالماء الذي ينزل من السماء { الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في الدلائل { وسخّر لكم الليل والنهار } أي ذلك لمنافعكم { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات } لحجج { لقوم يعقلون } { وما ذرأ لكم } أي خلق لكم { في الأرض } سوى ما تقدم ذكره من أنواع النبات، وأجناس الحبوب كالدواب والسباع والطير، وقيل: المراد المعادن وسائر النعم { مختلفاً ألوانه } أجناسه { إن في ذلك لآيات لقوم يذكرون } { وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً } يعني السمك { وتستخرجوا منه حليةً } هو اللؤلؤ والمرجان { تلبسونها } المراد بلبسهم لبس نسائهم لأنهن من جملتهنَّ { وترى الفلك مواخر فيه } أي تشق الماء بحيزومها، وقيل: قواطع لحاجتها، وقيل: جواري { ولتبتغوا من فضله } أي لتطلبوا من رزقه تركبون البحر طلباً للتجارة والمنافع { ولعلكم تشكرون } على هذه النعم { وألقى في الأرض رواسي } أي جبالاً ثوابت { أن تميد بكم } أي لئلا تميد بكم { وأنهاراً وسبلاً } أي جعل فيها طرقاً مختلفة { لعلكم تهتدون } أي لكي تهتدون { وعلامات } أي معالم تعلم بها الطرق، وقيل: هي الجبال، وقيل: الجبال علامات النهار، والنجوم علامات الليل، قال قتادة: خلق الله النجوم زينة للسماء ومعالم للناس ورجوما للشياطين.