الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } * { وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

{ ادع إلى سبيل ربك } إلى الاسلام { بالحكمة } المقالة المحكمة الصحيحة وهي الدليل الواضح إلى الحق المزيل للشبهة { والموعظة الحسنة } وهي التي لا تخفى عليهم إنك تناصحهم، وقيل: أراد القرآن أي ادعهم بالكتاب الذي هو حكمة وموعظة حسنة { وجادلهم بالتي هي أحسن } بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف { إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فلا يخفى عليه شيء { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } روي أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحُد، فروا بطونهم وقطعوا مذاكيرهم ما تركوا أحداً غير مثلوا به إلاَّ حنظلة بن الراهب، فوقف رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على حمزة وقد مثلوا به فقال: " أما والذي أحْلف به لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك " فنزلت الآية فكفّر عن يمينه وكفّ عما أراده، ولا خلاف في تحريم المثلة وقد وردت الأخبار بالنهي عنها حتى الكلب العقور { واصبر } أنت يا محمد { وما صبرك إلا بالله } أي توفيقه وتثبته وربطه على قلبه { ولا تحزن عليهم } أي على الكافرين كقوله: { فلا تأس على القوم الكافرين } { ولا تك في ضيق مما يمكرون } وقرئ بكسر الضاد أي لا يضيق صدرك من مكرهم { إن الله مع الذين اتقوا } أي ولي الذين اجتنبوا المعاصي { و } ولي { الذين هم محسنون } في أعمالهم.