قوله تعالى: { ولقد جاءهم رسول منهم } أي جاء أهل تلك القرية التي تقدم ذكرها، وكانت في الأمم الماضية رسل { فكذبوه فأخذهم العذاب } يعني عذاب الاستئصال، وقيل: المراد مكة جاءهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والعذاب ما نالهم من القتل يوم بدر، وقيل: ما نالهم من القحط والجوع بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { فكلوا مما رزقكم } ، قيل: خطاب لأهل، وقيل: عام، قال الحاكم: وهو الوجه لأن المعتبر بمطلق اللفظ مما رزقكم أعطاكم { حلالاً طيباً } والطيب ما اكتسبه من وجوهه { فمن اضطر غير باغ ولا عاد } زائد على الشبع ولا عاد في أكله، وقيل: غير باغ على إمام ولا عاد في معصية { فإن الله غفور رحيم } { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب } أي لا تقولوا على الكذب وذكر اللسان لأنه يتكلم: أي لما تقول ألسنتكم من الكذب { هذا حلال وهذا حرام } ، قيل: أراد البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وقيل: بل حرموا جميع وحللوا بخلاف أمر الله { لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب } أي يكذبون على الله في إضافة التحريم اليه { لا يفلحون } لا ينجون من عذاب الله ولا ينالون خيراً { متاع قليل } يعني الذين هم فيه من الدنيا شيء قليل ينتفعون { ولهم } في الآخرة { عذاب أليم } موجع { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } يعني ما نزل في سورة الأنعام قوله:{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وما ظلمناهم } [الأنعام: 146] بتحريم ذلك { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا } الآية نزلت في قوم أسلموا فقبل الله منهم توبتهم { للذين عملوا السوء بجهالة } السيئات وغلبت الشهوات عليه والمعاصي { ثم تابوا من بعد ذلك } أي ندموا على ما فعلوا { وأصلحوا } الأعمال بالتوبة، وقيل: أصلحوا ما بينهم وبين الله.