الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَاةَ ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } * { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }

{ من كفر بالله من بعد إيمانه } أي من ارتد عن دين الله بعدما قبله، وقيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره من كفر بالله { ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله } ثم استثنى فقال: { إلاَّ من أكره } على الكفر بلسانه { وقلبه مطمئن بالإِيمان } يعني ساكن القلب اليه، وروي أنها نزلت الآية في ناس من أهل مكة ثبتوا فارتدوا عن الاسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد الايمان، فيهم عمار بن ياسر وصهيب وبلال وخباب وسالم، فأما عمار وأبواه ياسر وسميه فقتلا وأما صهيب وبلال وخباب وسالم فعذبوا، وقيل: أن سميَّة ربطت بين بعيرين ووجئ في قلبها بحربة وقالوا: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت، وقيل: ياسر، وهما أوَّل قتيلين في الاسلام، وأما عمار فقد أعطاهم ما أراد بلسانه منكرها في قلبه، " فقيل: يا رسول الله إن عماراً كفر؟ فقال: " كلا إن عماراً مُلئ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه " فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يبكي فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح عينيه: " وقال مالك ان عادوا لك فعد لهم بمثل ما قلت " { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون } قيل: جعلت عليها ملائكة ليعرفوهم فتلعنهم، وقيل: شبههم بالأصم والأعمى وأنهم بالغفلة صاروا كالمطبوع على قلوبهم { لا جرم } ، قيل: حقاً أن لهم النار { ثم ان ربك للذين هاجروا } وهم عمار وأصحابه، ومعنى إن ربك لهم لا عليهم بمعنى أنه وليهم وناصرهم { من بعد ما فتنوا } بالعذاب والاكراه على الكفر قيل: نزلت الآية في عباس بن ربيعة أخي أبي جهل من الرضاعة { يوم تأتي كل نفس } يعني يوم القيامة { تجادل } تخاصم { عن نفسها } وتحتج { وتوفَّى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون } { وضرب الله مثلاً قرية آمنة } ، قيل: مكة حين أخرجوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، وقيل: كانت قرية في الأمم الماضية على هذه الصفة { يأتيها رزقها رغداً } واسعاً { من كل مكان } يعني يحمل اليها من البرّ والبحر { فكفرت } بتكذيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو من النعم، وقيل: كفرت { بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } ذكر اللباس لأنه يظهر عليهم، وروي أنه بلغ بهم القحط إلى أن أكلوا العلهن، وقيل: الجوع منعوا المطر، وروي أنهم أقاموا بالجوع سبع سنين، والخوف من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والسرايا من المسلمين إليهم، روي أنهم كلموا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " هذه الرجال عادت فما بال النساء والصبيان؟ " فأذن للناس في حمل الميرة اليهم، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعل عليهم كسني يوسف " وقيل: ضرب بمكة مثلاً لغيره من البلاد.