الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } * { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } * { قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَارَ } * { وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ } * { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِناً وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } * { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

وقوله: { ألم تر } ألم تعلم { إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } جعلوا بدل شكر نعمه الكفر به فكأنهم بدلوا، وقيل: أتاهم المال ليصرفوه في سبيل الخير فصرفوه في معاصي الله تعالى فكأنهم بدلوا، وقيل: أنعم الله عليهم بالرسول والقرآن فاختاروا الكفر، وقوله تعالى: { وأحلّوا قومهم دار البوار } معناه دار الهلاك وهو جهنم، وقيل: دعوهم إلى محاربة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى قتلوا فهلكوا ببدر { وجعلوا لله أنداداً } أضداداً، قيل: شركاء يعبدونهم، وهي الأوثان { ليضلوا عن سبيله } لو كان عاقبتهم الضلال عن دين الله، قيل: السورة مكية إلاَّ هاتين { ألم تر إلى الذين بدلوا } إلى { القرار } ، وقيل: نزلا في أهل بيت بالمدينة { قل تمتعوا } وعيدٌ لهم وتهديد { فإن مصيركم إلى النار } { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } يديمونها على الوجه المشروع وهي الصلوات الخمس { وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً } ، قيل: أراد به الزكاة المفروضة { من قبل أن يأتي يوم } يوم القيامة { لا بيع فيه } أي لا يباع فيه بمبايعة يعني لا فدا سل منه والمراد بالبيع إعطاء البدل ليخلص من النار { ولا خلال } جمع خلة، والخلة: المودة الخالصة، والخليل: الخالص المودة { الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءاً فأخرج به من الثمرات } يدخل فيه الزروع والحبوب والأشجار { وسخر لكم الفلك } السفن { لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار } في كل بلد، وكذلك { سخّر لكم الشمس والقمر } في سيرهما { دائبين } يجريان على وجه يتم به طلب المنافع { وسخر لكم الليل والنهار } فيتعاقبان ليتم به النعم { وآتاكم من كل ما سألتموه } من للتبعيض أي آتاكم بعض جميع ما سألتموه نظراً في مصالحكم { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ولا تطيقون عدتها لكثرتها، ولأن منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم { إن الإِنسان لظلوم } لنفسه بما كفر من نعم ربه واستوجب العقاب { وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد } يعني مكة، وقيل: لما فرغ من بناء الكعبة دعا بهذا الدعاء { آمناً } قيل: يجعل مكة آمنة من الحروب، وقيل: ذا أمنْ زاده أمناً وكفاه كل باغ ظالم { واجنبني } اصرف ذلك عني { وبني أن نعبد الأصنام } ، قيل: كان قومه عباد أصنام فخاف على ولده { رب انهن أضللن } فأضاف الضلال اليهن لأنهن السبب في الضلال { فمن تبعني فإنه مني } أي حاله كحالي أي على ديني { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } يغفر له ما سلف منه إذا استحدث الطاعة، وقيل: من عصاني فيما دون الشرك.