الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } * { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }

قوله تعالى: { وإن تعجب } يا محمد أو أيها السامع من قول هؤلاء الكفار في إنكار البعث فقولهم عجب عندك { أئذا كنا تراباً أءنا لفي خلق جديد } { وأولئك الأغلال في أعناقهم } والأغلال جمع غلّ وهو القيد يجمع اليمين والعنق وذلك يكون يوم القيامة { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } بالنقمة قبل العافية والإِحسان إليهم الإِمهال وقد سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتيهم العذاب استهزاء منهم، وقيل: بالشر قبل الخير، وقيل: بالكفر قبل الإِجابة { وقد خلت من قبلهم المثلات } يعني عقوبات المكذبين من قبلهم فما لهم لم يعتبروا بها فلا يستهزئوا { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم } يريد بالمغفرة الستر والامهال، وقيل: إذا تابوا، وقيل: تأخير الجزاء إلى يوم القيامة { وإن ربك لشديد العقاب } لمن أصر { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } لم يعتبروا بالآيات المنزلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاقترحوا نحو آيات موسى وعيسى (عليهما السلام) فقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { إنما أنت منذر } يعني رجل أرسل منذراً مخوفاً لهم من سوء العاقبة وناصحاً لهم كغيرك من الرسل { ولكل قوم هاد } قيل: تقديره إنما أنت يا محمد منذر وهاد لكل قوم، وقيل: لكل قوم هاد من الأنبياء يهديهم إلى الدين ويدعوهم إليه، وروي في الحاكم أيضاً أن المنذر والهادي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: قال الهادي هو الله تعالى والمنذر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: المنذر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والهادي علي (عليه السلام) وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضع يده على منكب علي (عليه السلام) ثم قال: " أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي " وروي ذلك أيضاً في الحاكم والغرائب.