الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } * { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } * { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }

{ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } ، قيل: عهد الله وأمره وما ألزم العبد كالتكليف ونقضه أن لا يتفكر فيه ولا يعمل به من بعد ميثاقه، قيل: من بعد ما أحكمه الله عليه بما دل على وجوبه، وقيل: من بعد ما أحكموه على أنفسهم بالعهد مع الرسول، وقيل: هم الخوارج { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } ، قيل: قطعوا الأرحام وقد أمروا بصلتها، وقيل: قطعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أمروا بصلته، وقيل: هو صلة المؤمنين { و } الذين { يفسدون في الأرض } ، قيل: بالدعاء إلى غير الله والقتال لرسوله والمؤمنين { ولهم سوء الدار } أي جهنم والنار { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع له ويقدر أي يرزقه دون غيره، والآية نزلت في أهل مكة { وفرحوا } بما بسط الله لهم من الدنيا فرح بطَر وأشَر لا فرح سرور بفضل الله وإنعامه عليهم، ولم يقابلوا بالشكر حتى يستوجبوا نعم الآخرة، يعني { فرحوا بالحياة الدنيا } أي بما أوتوا من الرزق من حطام الدنيا ونسوا الآخرة { وما الحياة الدنيا في } حب { الآخرة إلا متاع } أي قليل ذاهب { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } الآية نزلت في أهل مكة { قل إن الله يضل من يشاء } ممن هو على صفتكم بسلبه الألطاف { ويهدي اليه من أناب } أي من رجع إلى الله تعالى وتاب { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله } يعني تسكن قلوبهم إلى القرآن إذا تدبروا فيه، وقيل: تطمئن قلوبهم عند وعده ووعيده { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } قلوب المؤمنين { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني ما أمروا به من الطاعات { طوبى لهم } ، قيل: قرة عين عن ابن عباس، وقيل: طوبى لهم مدينة في الجنة، وقيل: خير وكرامة، وقيل: شجرة في الجنة روي أن أصلها في دار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي دار كل مؤمن منها غصن، وقيل: العيش الطيب لهم { وحسن مآب } أي مرجع { كذلك أرسلناك } يا محمد { في أمة قد خلت } الآية نزلت في عبد الله بن أميَّة المخزومي وأصحابه حين نزل { اسجدوا للرحمان } قالوا: وما نعرف الرحمان إلاَّ صاحب اليمامة يعني مسيلمة، وقيل: نزلت في مشركي العرب قالوا: أما الله فنعرفه وأما الرحمان فلا نعرفه، وقيل: " نزلت في صلح الحديبية لما كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسم الله الرحمان الرحيم فقال سهيل: لا نعرف الرحمان اكتب يا محمد باسمك اللهم وكذلك كانوا يكتبون فقال (صلى الله عليه وسلم): " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال لإن كتب رسول الله وأنكرناك لقد ظلمناك اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله " ، وقوله: كذلك أرسلناك أي هكذا أرسلناك يا محمد، وقيل: كما أرسلنا في الأمم { أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم } قرون وجماعات { لتتلوا عليهم } القرآن { الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمان } يجحدونه { قل } يا محمد { هو ربي } أي الرحمان الذي أنكرتموه ربي ومبدئي { لا إله إلا هو عليه توكلت } فوّضت أمري إليه { وإليه متاب } مرجعي.