الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } * { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } * { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ } * { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ }

{ أفمن يعلم أَنما أنزل إِليك من ربك الحق كمن هو أعمى } أي لا يستوي من يعلم الحق ومن لا فهو بمنزلة الأعمى { إنما يتذكر أولو الألباب } أي ذوو العقول { الذين يوفون بعهد الله } أي يودون عهوده، قيل: أوامره ونواهيه، وقيل: عهوده كما يلزم العبد عقلاً وسمعاً، والعقليان كالتوحيد والعدل وما شاكله من الواجبات والشرعيات كأوامر الشرع ونواهيه { ولا ينقضون الميثاق } ، قيل: لا يبدلون ولا يرجعون، وقيل: ميثاق الرسول وهو ما حلفوا له، والميثاق ما وثقه المكلف على نفسه مما لزمه { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } ، قيل: المراد به الإِيمان بجميع الكتب والرسل، وقيل: بل صلة الأرحام، وقيل: بل هو ما يلزم من صلة المؤمنين بالتوالي والحفظ والذبّ عنهم في باب الدين فيدخل فيه صلة الرحم وغيره، قال القاضي: وهو الوجه { ويخشون ربهم } أي عقابه { ويخافون سوء الحساب } أي مناقشته { والذين صبروا } على طاعة الله وعن معصيته، وقيل: على المصائب والنوائب، وقيل: في الجهاد للأعداء، وقيل: هو الصبر المطلق وهو فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال ومشاق التكليف { ابتغاء وجه ربهم } أي لا ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل ولا لئلا يعاب بالجزع ولئلا تشمت به الأعداء كقوله: وتجلدي للشامتين لاريهم... الخ.

{ وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية } يتناول النوافل لأنها في السر أفضل والفرائض لوجوب المظاهرة بها { ويدرؤن بالحسنة السيئة } ، قيل: يدفعونها، وعن الحسن هم الذين إذا حُرموا أعطوا، وإذا ظُلموا عَفُوا، وإذا قُطِعوا وَصَلوا، وعن ابن كيسان: هم الذين إذا أذنبوا تابوا، وإذا رأوا منكراً أمروا بتغييره { أولئك لهم عقبى الدار } عاقبة الدنيا وهي الجنة لأنها التي أراد الله أن تكون عاقبة الدنيا { جنات عدن } مدينة الجنة فيها الأئمة والأنبياء والشهداء والصديقون { يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم } أي من كان صالحاً في الدين { وذرِّيَّاتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } من أبواب الجنة، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أبواب الجنة ثمانية باب الصلاة، وباب الزكاة، وباب الصوم، وباب الصبر " قوله تعالى: { سلام عليكم } بشارة منهم للمؤمنين بالسلامة والكرامة، قيل: السلام منهم، وقيل: السلام من الله تعالى يبلغونه { بما صبرتم } أي هذه المنزلة والكرامة جزاء على ما صبرتم { فنعم عقبى الدار } أي نعم ما أعقبكم الله بعد الدار الأولى، وقيل: نعم العاقبة في هذه الدار لكم وهي الجنة.