الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } * { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } * { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } * { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }

{ الله يعلم ما تحمل كل أنثى } يعني ذكر أو أنثى واحد أو أكثر يتم أو لا يتم { وما تغيض الأرحام وما تزداد } ما ينقص عن مدة الحمل وهي تسعة أشهر { وما تزداد } على تسعة أشهر من السنة والسنتين، وقيل: ما تغيض عن الواحد من الأخداج والاسقاه، وما تزداد على الواحد والاثنين، وقد يشتمل على واحد، وقد يشتمل على اثنين وثلاثة وأربعة، وروي أن شريكاً كان رابع أربعة في بطن أمه، وعن الشافعي قد يكون إلى أربع سنين وإلى خمس عند مالك { وكل شيء عنده بمقدار } من الأرزاق والآجال، وقيل: هو عام في كل شيء { عالم الغيب } أي السر { والشهادة } ما ظهر { الكبير } الشأن فكل دونه { المتعال } المستعلي على كل شيء بقدرته. { سواء منكم من أسر القول } كتم وأخفى { ومن جهر به } أي أظهر { ومن هو مستخف بالليل } أي مستتر بالظلمات { له معقِّبات من بين يديه ومن خلفه } الآية نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أتى عامر بن الطفيل وأربد بن قيس هما بقتله فكفاهما الله تعالى فهلك أربد بالصاعقة وعامر، وقيل: هو عام يعني جماعات من الملائكة يعتقب في حفظه بأمر الله تعالى، وهي قراءة علي وابن عباس لأن بعضهم يعقب بعضاً أو لأنهم يعقبون ما يتكلم به فيكتبونه { إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم } من العافية والنعمة والحالة الجميلة بكثرة المعاصي، وقيل: حتى يغيّروا ما بأنفسهم من الطاعة فيجعلونها معصية { وإذا أراد الله بقوم سوءاً } أي عذاباً { فلا مردّ له } أي لا يردّه أحد { وما لهم من دونه من وال } ، قيل: ملجأ، وقيل: ما يلي أمرهم ويمنع عنهم العذاب { هو الذي يريكم البرق } وهو النار التي خلقها الله في السحاب، وعن ابن عباس أن اليهود سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الرعد ما هو؟ فقال: " ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب " وعن الحسن خلق من خلق الله تعالى ليس بملك، وقيل: الرعد هو صوت ذلك الملك { خوفاً } من الصواعق { وطمعاً } في الغيث، وقيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم { ويسبح الرعد بحمده } ، قيل: الرعد هو الصوت المسموع من ناحية السحاب، وقيل: الرعد اسم الملك وكذلك البرق { والملائكة من خيفته } أي من خيفة الله سبحانه يعني ينزهون الله تعالى ويحمدونه خوفاً من عقابه { ويرسل الصواعق } أي ينزلها من السماء وهي النار الساقطة { فيصيب بها من يشاء } أي يهلك { وهم يجادلون في الله } أي يحاجون أهل التوحيد، وقيل: كان جدالهم قولهم أنه ذهب أو فضة، وقيل: جدالهم قولهم في القرآن والرسول سحر { وهو شديد المحال } أي شديد القوة، وقيل: الأخذ والانتقام.