الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } * { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } * { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } * { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } * { قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ }

{ وكذلك يجتبيك ربك } أي يختارك للنبوة { ويعلمك من تأويل الأحاديث } ، قيل: تعبير الرؤيا أنه كان أعبر الناس، وقيل: تأويل الأحاديث في كتب الله تعالى ودلائله على توحيده { ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك } من قبل { إبراهيم وإسحاق } ومعنى اتمام النعمة أنه وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة بأن جعلهم أنبياء في الدنيا وملوكاً ونقلهم عنها إلى الدرجات العلا في الجنة، وقيل: إتمامها على إبراهيم بالخلة والانجاء من النار ومن ذبح الولد، وعلى إسحاق بإنجائه من الذبح وفدائه من الذبح بذبح عظيم، وبإخراج يعقوب والأسباط من صلبه { لقد كان في يوسف وإخوته } أي في قصصهم وأحاديثهم { آيات } علامات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء { للسائلين } لمن سأل عن قصة يوسف وعرفها، وقيل: آيات على نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) للذين سألوه من اليهود عنها فأخبرهم بالصحة من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب { إذ قالوا ليوسف وأخوه } هو بنيامين وإنما قالوا أخوه وهم أخوة جميعاً لأن أمهما كانت واحدة { ونحن عصبة } أي جماعة وكانوا عشرة { إن أبانا لفي ضلال مبين } أي في ذهاب عن طريق الصواب { وتكونوا من بعده قوماً صالحين } يعني تائبين يعني نتوب بعد قتله ونعود إلى الصلاح { قال قائل منهم } على وجه المشورة قيل: هو روبيل { لا تقتلوا يوسف } ، قيل: الآمِر بالقتل شمعون والباقون كانوا راضين، وقوله: { يخلُ لكم وجه أبيكم } أي يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم، والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها، واختلفوا كيف جاز هذا عليهم وهم أنبياء، قيل: كانوا مراهقين ولم يكونوا بالغين، عن أبي علي يدل عليه قوله تعالى: { يرتع ويلعب } ، وقيل: كانوا بالغين وكان ذلك منهم صغيرة عن الحسن، وقيل: كان الذي قال: لا تقتلوا يوسف يهوذا وكان أحسنهم فيه رأياً وهو الذي قال:لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي } [يوسف: 80] الآية قال لهم: القتل عظيم { وألقوه في غيابَت الجب } ، قيل: في قعر الجب بحيث يغيب، والجب قيل: هو بئر بيت المقدس، وقيل: أرض الأردن، وقيل: هو بئر بين مصر ومدين على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب { يلتقطه بعض السيَّارة } مارة الطريق والمسافرين { إن كنتم فاعلين } شيئاً مما قلتم في يوسف فليكن هذا، ثم بيَّن تعالى أنَّهم بعد اتفاق رأيهم فيما تآمروا فيه من أمر يوسف كيف سألوا أباهم فقال سبحانه: { قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنَّا له لناصحون أرسله معنا غداً يرتع ويلعب } قرئ بالنون إضافة إليهم وبالياء أي يوسف (عليه السلام)، قيل: ننبسط ونتسع فيما نريد، وقيل: نرعى مواشينا ونلعب، وقيل: نشبع من أكل الفواكه وغيرها، وأصل الرتعة الخصب والسعة { وإنا له } يعني ليوسف { لحافظون } ، قال: يعني يعقوب { إني ليحزنني أن تذهبوا به } يعني أخاف عليه شغلكم بالمرعى وانفرادي عنكم لأنه كان لا يصبر عنه ساعة واحدة { وأخاف أن يأكله الذئب } روي أنه رأى في النوم أن الذئب قد سد على يوسف فكان يحذره فمن ثم قال لهم ذلك فلقنهم العلة، وفي أمثالهم البلاء موكل بالمنطق، وقيل: عليه إذا ذهبوا عنه { انا إذا لخاسرون } ، قيل: كالذي ذهب رأس ماله.