{ وجاءت سيارة } أي رفقة تسير من قبل مدين إلى مصر، وذلك من بعد ثلاثة أيام من حين ألقي يوسف في الجب { فأرسلوا واردهم } رجل يقال له مالك بن ذعر { فأدلى دلوه } أي أرسله فتعلق يوسف (عليه السلام) في الحبل فلما خرج إذ هو بغلام أحسن ما يكون فقال المدني: يا بشراي { هذا غلام } ، وقيل: نظروا في البئر فرأوه، فقالوا: هذا غلام { وأسروه بضاعة } ، قيل: أخفاه المدني ومن معه من التجار لئلا يسألون الشركة فيه لرخص ثمنه، وقيل: أسرّوه يعني أخوته أخفوا أنهم أخوته وقالوا: هذا غلام لنا، وقيل: أسرّ بعض التجار عن بعض، وروي أن يهوذا أتى بالطعام فلم يجده في البئر فأخبر أخوته فطلبوه فوجدوه معهم فقالوا: هذا عبدنا أبق منا، فقال مالك بن ذعر: أنا أشتريه { وشروه } أي باعوه، قيل: أخوته، وقيل: السيارة هم الذين باعوه { بثمن بخس دراهم معدودة } عشرين درهماً، وقيل: اثني وعشرين درهماً { وكانوا } ، قيل: الذين باعوه { فيه من الزاهدين } ، قيل: في الثمن، وقيل: في يوسف (عليه السلام) { وقال الذي اشتراه من مصر } ، قيل: قطفير، وقيل: أطفير وهو العزيز الذي كان على خزائن مصر، والملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العمالقة وأقام يوسف مع العزير ثلاث عشرة سنة { لامرأته } واسمها راعيل وهي التي تسمى زليخا { أكرمي مثواه } أعظمي منزلته { عسى أن ينفعنا } أي يكفينا أمورنا إذا بلغ وعلم الأمور، وقيل: نبيعه بثمن صالح { أو نتخذه ولداً } وكان قطفير لا يأتي النساء وكانت امرأته حسينة ناعمة، وقيل: إن مالك بن ذعر أنه لما ابتاعه قال له: من أنت؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، فقال: إنا لله وإنا اليه راجعون إنك إذا ابن ساداتنا، وقال له: ادع الله ييسر لي ولداً، فدعى الله يوسفُ (عليه السلام) فولدت له امرأته أربعة وعشرين رجلاً في اثني عشر بطناً { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } ، قيل: علم الغيب معجزة له، وقيل: عواقب الأمور، وقيل: تأويل الرؤيا { والله غالب على أمره } أي قادر لا يعجزه شيء على أمره أي تدابيره، وقيل: غالب على أمر يوسف (عليه السلام) يحفظه ويحوطه ويدبر أمره ولا يكله إلى أحد غيره { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ما الله صانع بيوسف وما يؤول اليه حاله { ولمَّا بلغ أشده } ، قيل: منتهى شبابه، قيل: ثماني عشر إلى ثلاثين سنة إلى أربعين سنة.