الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }

{ أفمن كان على بيِّنةٍ من ربه } أي معه حجة من الله تعالى وهو القرآن { ويتلوه شاهد } أي يتبعه من يشهد بصحة القرآن، قيل: هو جبريل (عليه السلام)، وقيل: هو شاهد من الله وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن الحسن بن علي (عليه السلام)، وقيل: هو علي (عليه السلام) يشهد للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو { منه } ذكره الحاكم قال: والصحيح أنه من كان على بينة من ربه وهو كل محق يعتقد التوحيد والعدل، والبينات هي الحجج الدالة على ذلك، ويتلوه شاهد مؤكد وهو القرآن يشهد على ذلك ومنه كناية عن الله تعالى لأنه أنزله وكذلك التوراة يشهد على ذلك { ومن قبله } أي من قبل القرآن { كتاب موسى } يعني التوراة { إماماً } يؤتم به في أمور الدين { ورحمةً } يعني نعمة من الله تعالى على عباده ثم نسخ، وقيل: هي شاهدة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فيها من البشارة { أولئك يؤمنون به } ، قيل: أصحاب موسى (عليه السلام) يؤمنون بالتوراة وما فيها، وقيل: يؤمنون بالقرآن { ومن يكفر به } ، قيل: بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: بالقرآن { فالنار موعده } ، قوله تعالى: { إنه الحق من ربك } يعني القرآن { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } يعني لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب وظلم النفس أن تحرمها ثواب الأبد وتهلكها بعذاب الأبد { أولئك يعرضون على ربهم } يقفون موقفاً يراه الخلائق للمطالبة بما عملوا { ويقول الأشهاد } ، قيل: هم الملائكة الحفظة، وقيل: هم شهداء كل عصر من المؤمنين، وقيل: هم الأنبياء (عليهم السلام) { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم } يعني كذبوا الرسل هذا من كلام الأشهاد، واللعن الطرد والابعاد في اللغة وفي الشرع عقوبة من الله تعالى ثم وصفهم تعالى فقال: { الذين يصدون عن سبيل الله } الآية، قوله: { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض } يعني هؤلاء الكفار لم يكونوا ممتنعين من العذاب ولا يمنعهم غيرهم، وقيل: سابقين، وقيل: فائتين { وما كان لهم من دون الله من أولياء } من أنصار ينصرونهم من دون الله لدفع العذاب { يضاعف لهم العذاب } أي يُزاد لهم في العذاب { ما كانوا يستطعيون السمع وما كانوا يبصرون } ، قيل: يثقل عليهم سماع الأدلة والقرآن بغضاً وعناداً، فلا يسمعوا ولا لهم به علم ولا بصيرة، وقيل: صمّ عن سماع الحق، عمي عن رؤيته { لا جرم } ، قيل: خفاء، وقيل: حقاً، وقيل: لا بدّ ولا محالة { وأخبتوا إلى ربهم } أي واطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخشوع والتواضع { مثل الفريقين } يعني المؤمن والكافر { كالأعمى والأصم والبصير والسميع } سمي المؤمن بالسميع والبصير، والكافر بالأعمى والأصم، لأن المؤمن ينتفع والكافر لا ينتفع فصارت آلته كالمعدومة { هل يستويان } ، قيل: لا يستويان في استحقاق الثواب، وقيل: كيف يستويان.