الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } الآية نزلت في أهل مكة قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن كنت رسولاً فحوّل لنا جبال مكة ذهباً لنستغني فإنا نراك فقيراً، أو تأتينا بالملائكة لتشهد لك بالنبوة، وقيل: قالوا: ائتنا بكتاب ليس في سب آلهتنا فنزلت الآية { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك } أي لعلك أن تترك أن تلقيه إليهم وتبلغه إياهم مخافة ردهم له وتهاونهم به { وضائق به صدرك } أن تتلوه عليهم مخافة { أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز } أي هلا أنزل عليه ما اقترحناه نحن من الكنز والملائكة { إنما أنت نذير } أي ليس عليك الا تنذرهم بما أوحي إليك وتبلغهم ما أمرت بتبليغه، ولا عليك إن ردّوا أو تهاونوا أو اقترحوا { والله على كل شيء وكيل } يحفظ ما يقولون عالم به { أم يقولون افتراه } يعني أما أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو يقولوا افتراه اختلعه من عنده { قل } يا محمد { فأتوا بعشر سور مثله مفتريات } وهذا تحدي يعني ان كان هذا كلامك فقل لهم: فاتوا بعشر سور مثله في الفصاحة والنظم والمعنى { وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } إنه كلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أي ادعوا كل من تستطيعون إلى المعاونة على المعارضة، وقيل: شركاؤكم، وقيل: من خالف محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) من جميع الأمم { فإن لم يستجيبوا لكم } ، قيل: معناه فإن لم يستجيبوا لك وللمؤمنين أن رسول الله والمؤمنين كانوا يتحدونهم وقد قال في موضع آخر { فإن لم يستجيبوا لك } ويجوز أن يكون الجمع لتعظيم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجه آخر وهو أن يكون الخطاب للمشركين، والضمير في تستجيبوا إلى من استطعتم، يعني فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله تعالى إلى المظاهرة على معارضته لعلمهم بالعجز عنه وإن طاعتهم أقصر من أن تبلغه { فاعلموا أنَّما أنزل بعلم الله } أي أنزل ملتبساً بما لا يعلمه إلا الله تعالى من نظم معجز للخلق { وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون } متابعون للاسلام بعد هذه الحجة القاطعة فهذا وجه حسن روى ذلك جار الله، ومن جعل الخطاب للمسلمين فمعناه فأثبتوا على العلم الذي أنتم عليه، ومعنى فهل أنتم مسلمون قيل: أنتم مخلصون { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم } نوصل إليهم أجور أعمالهم وافية كاملة من غير بخس في الدنيا وهو ما يرزقون فيها من الصحة والرزق، وقيل: هم أهل الرياء، وعن أنس: هم اليهود والنصارى، وقيل: هم الذين جاهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المنافقين، قوله تعالى: { وحبط ما صنعوا فيها } يعني لم يكن لهم ثواب لأنهم لا يريدون به الآخرة وإنما أرادوا به الدنيا وقد وفّى إليهم ما أرادوه { وباطل ما كانوا يعملون } يعني لأنه لم يعمل لوجه صحيح والعمل الباطل لا ثواب له.