{ قل } يا محمد لهؤلاء الكفار { أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق } ، قيل: خلق لكم من أنواع الأرزاق، وقيل: أنزل من السماء الماء فأخرج به الأرزاق { فجعلتم منه حراماً وحلالاً } فالحرام ما حرموه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، والحلال ما استحلوا من غير إباحة شرعية، وقيل: حراماً على النساء حلالاً للرجال كقوله: { وقالوا ما في بطون هذه الأنعام } إلى آخرها يعني أنكم بعضتموه وقلتم: هذا حلال وهذا حرام نحو قوله تعالى:{ هذه أنعام وحرث حجر } [الأنعام: 138] الآية { قل آلله اذن لكم } أي أخبروني هل الله أذن لكم في التحليل والتحريم فأنتم تفعلون ذلك بإذن { أم } أنتم { تفترون } أي تكذبون على الله تعالى في نسبه ذلك إليه { وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الله لذو فضل على الناس } حيث أنعم عليهم بالعقل ورحمهم بالوحي وتعليم الحلال والحرام { ولكن أكثرهم لا يشكرون } هذه النعمة ولا يتبعون ما هدوا إليه { وما تكون في شأن } الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقيل: أراد المكلف في شأن أي في عمل من الأعمال، وقيل: في شأن من الدنيا والدين { وما تتلو منه } أي ما تقرأ منه، قيل: من القرآن، وقيل: من الشأن في القرآن، وقيل: منه أي من الله تعالى { ولا تعملون من عمل } خطاب للمكلفين، قوله تعالى: { الا كنا عليكم شهوداً } ، قيل: حافظاً وشاهداً عليكم حتى نشهد يوم القيامة ثم نجازيكم به، وقيل: شاهدين رقباء نُحصي عليكم { إذ تفيضون فيه } من أفاض في الأمر إذا اندفع فيه والهاء عائدة على العمل، وقيل: هو القرآن يعني يقولون في القرآن الكذب { وما يعزب عن ربك } أي ما يغيب عنه { من مثقال ذرة } أي من وزن ذرة وهي الذرة الحمراء الصغيرة { إلاَّ في كتاب مبين } ، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: في كتاب الحفظة، وفيه ترغيب وترهيب وأنه لا يخفى عليه شيء فيجازيكم بجميع أعمالكم { ألاَّ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ، قيل: هم المتحابون في الله تعالى في خبر مرفوع، وقيل: هم { الذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدنيا } ما بشر الله به المتّقين في غير مكان من القرآن وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له " ، وقيل: محبة الناس له والذكر الحسن وعن عطاء لهم البشرى عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة، قال الله تعالى:{ تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون } [فصلت: 30] وفي الآخرة تلقى الملائكة إياهم مسلمين ومبشرين بالفوز والكرامة وما يرون من بياض وجوههم وأعطاهم الصحف بايمانهم.