الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } * { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } * { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ قل من يرزقكم من السماء والأرض } منهما جميعاً فمن السماء المطر، ومن الأرض النبات والحبوب والفواكه { أم من يملك السمع والأبصار } أي من يستطيع خلقهما وتسويتهما { ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } ، قيل: النطفة من الإِنسان والإِنسان من النطفة، وقيل: من يحييكم إذا كنتم أحياء ومن يميتكم إذا متّم { ومن يدبر الأمر } في السماء والأرض بين الليل والنهار والاحياء والإماتة واختلاف أحوال السنة { فسيقولون الله } أي هو الله تعالى يفعل ما يشاء { فقل } يا محمد { أفلا تتقون } عقابه في شرككم { فذلكم الله ربكم } يعني فاعل هذه الأشياء ربكم خالقكم { الحق } تحق له العبادة وحده، وقيل: كل حق من جهته { فماذا بعد الحق إلا الضلال } أي قد ثبت أن توحيده وعبادته هو الحق وما بعد ذلك باطل وضلال، قوله تعالى: { فأنى تصرفون } ، قيل: فأين يذهب بكم عن الحق، يعني فأنى تصرفون عن الحق إلى الضلال، وعن التوحيد إلى الشرك، وعن السعادة إلى الشقاوة { كذلك حقّت كلمة ربك } أي كلمة العذاب، وقيل: كلمة الوعيد، وقيل: حكمه { على الذين فسقوا } وخرجوا عن الايمان { إنهم لا يؤمنون } { قل هل من شركائكم } التي جعلتموها شركاء في العبادة { من يبدؤ الخلق } أي يخلقهم ابتداء على غير مثال وهي النشأة الأولى { ثم يعيده } في النشأة الثانية فإذا ثبت بالدليل أن الشركاء لا يقدرون عليها وأنه تعالى هو القادر { فأنى تؤفكون } يعني كيف تصرفون عن الحق { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } يعني من آلهتكم التي تعبدونها { أمّن لا يهدي } نفسه ولا يهدي غيره { إلا أن يهدى } أي إلا أن يهديه الله تعالى، وقيل: المراد به الملائكة والجن لأنهم يهتدون إذا هداهم غيرهم، وقيل: المراد به الرؤساء والمضلون الذين يدعون إلى الكفر، وقيل: أراد المسيح وعزير، وقيل: هم الأصنام، وقيل: معنى لا يهدي لا يمشي إلاَّ أن يحمل ولا ينتقل إلاَّ أن ينقل، قال الشاعر:

حيث يهدي ساقه قدمه   
أولا يهدي ولا يصح منه الاهتداء إلا أن ينقله الله من حاله إلى أن يجعله حيواناً مكلفاً يهديه، قوله تعالى: { فما لكم كيف تحكمون } بالباطل حيث تزعمون أنهم أندادٌ له { وما يتبع أكثرهم } في قولهم الأصنام أنها آلهة وأنهم شفعاء عند الله تعالى { إلا ظنَّاً } الباطل الذي لا حقيقة له { وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه } وهو ما يقدمه من الكتب المنزلة لأنه معجز، قوله: { وتفصيل الكتاب } وتبيين ما فرض وكتب من الأحكام والشرائع.