الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } * { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

{ فهل ينتظرون إلاَّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } من الأمم كعاد وثمود وأيام الله يعني وقائعه، وقيل: هل ينتظرون إلاَّ وقائع كوقائع من كان قبلهم، يعني فهل تنتظرون ما أخوفكم به من العذاب وأيام الله ينزل بكم كما نزل بمن قبلكم { إني معكم من المنتظرين } لنزول ذلك { ثم ننجي رسلنا } من العذاب وقت نزوله، وقيل: من شرور أعدائهم { والذين آمنوا } أي وننجي المؤمنين { قل يأيها الناس إن كنتم في شك من ديني } خطاب للكفار لأن المؤمن لا يشك في دينه، وقيل: هو عام أي من ديني الذي أدعوكم إليه وهو الإِسلام، يعني لا أعبد شيئاً سوى الله تعالى فما تعبدون من الأوثان التي لا تنفع ولا تضر { وأن أقم وجهك للدين حنيفاً } ، قيل: أراد بالوجه نفسه، وقيل: معناه استقم في الدين { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك } إن أطعته { ولا يضرك } إن عصيته { فإن فعلت } أي عبدت غير الله أيها السامع { فإنك إذاً من الظالمين } لنفسك { وان يمسسك الله بضر } أي يصيبك من جهته بلاء وشدَّة ومرض { فلا كاشف له إلاَّ هو } أي لا يقدر أحد على كشفه غيره { وإن يردك بخير } صحة الجسم والنعمة { فلا رادّ لفضله } لا يقدر على منعه أحد { قل } يا محمد، ثم ختم السورة بعد ذكره الوعد والوعيد بالوعظ الجميل تسليةً ووعداً للمؤمنين ووعيداً للكافرين فقال تعالى: { قل يأيها الناس } خطاب عام لجميع المكلفين { قد جاءكم الحق من ربكم } يعني القرآن ودين الإِسلام وشرائعه، وقيل: جاءكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعجزات { فمن اهتدى } إلى الحق وسلك طريقة الهدى { فإنما يهتدي لنفسه } أي لا نفع ذلك يعود عليه، قوله تعالى: { ومن ضل فإنما يضلُّ عليها } لأنه يجني على نفسه ومضرته تعود عليه بالعقاب الدائم { وما أنا عليكم بوكيل } أي لست عليكم بحفيظ من العقاب والهلاك { واتبع ما يوحى إليك واصبر على دعواهم } واحتمل أذاهم واعراضهم { حتى يحكم الله } لك بالنصرة عليهم والغلبة ولما أمر الله نبيه بالصبر، روي أنه جمع الأنصار وأوصاهم بذلك.